سمعنا منذ أيام قلائل عن مشروع عملاق مصري، إنشاء مدينه جديدة لتضم كل المنشئات الحكومية والعسكرية . مدينه منعزلة عن القاهرة، العاصمة ستكلف المليارات وستكون ذات تخطيط عالمي يشرف علي إنشائها أعرق الشركات العالمية .

لذلك من سيسكنها هم الاغنياء فاحشي الثراء فقط، بجانب الرؤساء والمتحكمين في الدول، بالتأكيد يعيشون حياة منفردة منعزلة، بعيده عن الزحام، مستمتعين لا تشوب حياتهم شائبة.

حينما سمعت عن ذلك الخبر تذكرت حينها الرواية الرائعة "يوتوبيا"، وتسائلت كثيرا ،هل يمكن لتلك المدينة الجديدة أن تكون حجر الاساس لتلك الرواية لان تصبح واقعا ملموسا؟ مما جعلني أشعر بالقشعريرة حقا. كم هو مرعب بحق ذلك الاحساس بأن تري تلك الحياه علي ارض الواقع.

ولمن لايعرفون عن يوتوبيا : هي  رواية رائعه للكاتب "أحمد خالد توفيق" كاتب الخيال العلمي المبدع، وفيها يتصور العالم منقسم لنصفين الاغنياء، الذين يعيشون في مجتمع منعزل يحميهم المارينز الاقوياء، والنصف الاخر، الفقراء الذين يموتون من الجوع ويبيعون انفسهم لاهل يوتوبيا لا يجدون المأوي، يموتون ولا احد يشعر بهم، ذلك وقد إنعدمت الطبقة المتوسطه، هناك فقط الاغنياء والفقراء، اغنياء يذداد غناهم، وفقراء يذداد فقرهم.

أهل يوتوبيا يستمتعون بكل الملذات، والاخرون يأكلون الفضالات .اهل يوتوبيا يصطادون الفقراء لمجرد التسلية، والاخرون يموتون كل يوم مائة مرة من الخوف والجوع والحرمان من كل شئ.

لا أقول أن مصر بهذه المدينه ستصبح في هذا الحال حرفيا، ولكن تلك المدينه قد تكون طريقا الي التفرقه بين طبقات الشعب، ففيها يعيش الاغنياء مستمتعون بكل الخدمات الراقية وينصب عليهم كل الاهتمام، وكل انواع الرفاهية تحت ايديهم، ذلك من المؤكد يخلق روح الكراهية والحقد بين الطرفين.

لا يعنيني كون السيسي رئيسا او فريقا او قائدا ... الخ اخره، فكل منا له دوره في الحياه يؤديه.ولكن ما يعني انني اريد ان اعيش حياة لا يميز فيها شخص عني لمجرد أنه يملك اوراق يقال عليها اموال. 

كيف سيكون شعورك عندما تعلم ان اناس ينفصلون عنك في مدينه خاصة بهم يستمتعون بمأكل ومشرب ولبس وكل  متاع الحياه باسلوب راق خاص بهم بينما تعامل انت معاملة أدني من ذلك بكثير لمجرد أنك لا تملك مالا كما يملك اولئك ؟

كيف سيكون رد فعلك عندما تعلم ان هناك اناس يستمتعون بخدمات راقيه يعيشون برفاهيه لانهم يملكون أوراق المائتين بعدد اكبر مما تملك انت؟

هل تلك المدينة تاخذنا الي يوتوبيا حقا ؟ 
الوقت سيدلنا.