كم مرة ظننت أنك وجدت شغفك ثم أتبعته وبعد مدة مللت وأكتشفت أنه ليس هذا ما تريد أن تكونه!
وكم مرة أوهمتك العاطفة وقالت لك أن الشخص الذي تحبه هو الشخص المناسب لك فأخترت البقاء معه ومع مرور الوقت أكتشفت بأنه لا يستحق حتى أن تنظر إليه؟
كم مرة سمعت مقولة أتبع قلبك؟ ثم أحترت! أي صوت في داخلك هو صوت قلبك؟
اتعتقد أن أحساسك هو قلبك؟ أي أحساس بالضبط هو صوت القلب؟
لو قلت لك بأنك مُخير بين إتجاهين, إتجاه يؤدي بك للعذاب والآخر للنعيم، لا يوجد أي دلالات تُرشدك، فقط قلت لك أتبع قلبك. أيهما ستختار؟
فكر أنت ثم أخبرني فيما بعد، الآن سأخبرك أنا لو كنت في هذا الوضع بماذا سأفكر وكيف سأختار.
في هذا الموقف لا يوجد منطق! علي فقط أن أختار بشكل غريزي! والغريزة الأقوى فينا نحن البشر هي غريزة البقاء، بمعنى أن ما نشعر تجاهه بالخوف والتهديد نهرب منه. أي أني سأنظر للاتجاهين والاتجاه الذي أشعر بالخوف منه بشكل أكبر سأتجنبه، وأختار الاتجاه الآخر.
لكن لحظة! ما الشيء الذي يُخيفني؟ مما نخاف نحن؟ غالباً نخاف المجهول، أي أن ما أعتدنا عليه لا يُخيفنا. فمثلاً لو أعتدنا على حياة سيئة لا تُطاق فأن فكرة العذاب لا تُخيفنا بل يُخيفنا تغيير الحال فجأه ونخاف ايضاً من شخصنا الجديد الذي سنصبح عليه بعد التغيير!
أي أني أن كنت في وضع سيء فأن المجهول بالنسبة إلي هو النعيم بالتالي سأختار الطريق المؤدي للعذاب لأن شعور الخوف حذرني من الطريق المجهول(النعيم).
هُنا نقول أن أختياري صحيح؟ أم خاطئ؟
هل أتبعتُ صوت قلبي؟
الذي يُقال في كل مكان أن قلبك يجعلك تُقدِم على المجازفات، أي لو أتبعت قلبك فأنك ستشعر بالفضول تجاه المجهول ولن يمنعك الخوف!
لكن مثلما الفضول والمجازفة مشاعر نشعر بها، كذلك الخوف شعور, فإن كان أحساسنا يجعلنا نختار كلا الطريقين، أحساس الخوف المستقبل الآمن وأحساس الفضول وحب المجازفة المستقبل المجهول!
أي منها اذاً هو صوت القلب؟
-
Humanأنا إنسان، وهذا يعني الكثير.