لقاء مجلة الطلبة مع الكاتب سعيد مقدّم أبو شروق

أجرى الحوار: حسين زويدات

1_حّدثنا عن بدايتك في كتابة القصّة؟

*كانت البداية بعد تخرّجي من الجامعة بأكثر من عقد، سبقتها قراءات مكثّفة لكتّاب روائيين عرب. كما إنّي لم أكن أجيد اللغة العربيّة لأكتب بها، ولهذا خصّصت وقتا كثيرا لدراسة النّحو وإثراء مخزوني اللغوي حيث كنت أستيقظ قبل صلاة الفجر لأدرس النّحو، وتمتدّ القراءة إلى أن أذهب إلى الدّوام صباحا.*

2_ماذا تعني لك الكتابة وماهو هدفك منها؟

*الكتابة أصبحت جزءا من حياتي رغم العقبات الّتي تواجهني، أمارسها كما أمارس ضروريّات حياتي، إنّها سلاحي الّذي أدافع به عن شعبي؛ بالكتابة أخاطب أصدقائي لتصل لهم رسالة نقدي الّتي قد لا أستطيع إبلاغها بطريقة أخرى؛ ثمّ أنّي أعبّر عن اهتمامي للآخرين عن طريق الكتابة.*

3_لمن تكتب ولمن تتوجّه بقصصك؟

*أكتب للقارئ الأهوازي الّذي أعاني مما يعانيه، وأفرح لما يفرحه، ثمّ إلى القارئ العربيّ والعالميّ.*

4_ممّن تأثّرت في مجال الكتابة السّرديّة؟

*لم أتأثّر من شخص معيّن، ساعدتني في الكتابة صفحات التّواصل وخاصّة الفيسبوك، التواصل مع الكتّاب العرب.*

*وقد قرأت لكثيرين من الكتّاب منهم طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس...*

5_من أين تشكّل عالمك القصصي؟ وهل للبيئة المحيطة بك دور في ذلك؟

*من الشّارع الأهوازي وما يجري فيه من أحداث وحرمان، ومن الخيال الّذي على كلّ كاتب أو شاعر أن يحلّق في سمائه.*

6_ برأيك الخاصّ ما هي أهمّ عناصر القصّة القصيرة النّاجحة؟

*عناصر القصّة القصيرة والقصيرة جدّا الشّائعة بين الكتّاب معروفة ولا يجب أن نسجن أنفسنا في إطارها، بل يجب أن نحلّق خارجها لنبدع؛ ثمّ على الكتّاب الشّباب الّذين ما زالوا في البداية أن يكتبوا، حتّى لو كانت كتاباتهم تفتقر إلى العناصر المتّفق عليها؛ ثمّ يعرضوا الكتابة على ناقد ثمّ يمكنهم أن يراجعوها ثانيّة لإعمال تعديلات تقربّها إلى الكتابة النّاجحة.*

7_في رأيك إلى أيّ مدى تساهم أدوات القاصّ اللغويّة في تطوير أسلوبه القصصي؟

*على شبابنا أن يكرّسوا وقتا لدراسة النّحو، وإغناء مخزونهم اللغويّ، وإلّا كيف يكتب الكاتب إن لم يمتلك مخزوننا لغويّا؟!*

*وليس هناك أيّ عذر أمام الكتّاب الشّباب لعدم قراءتهم والكتب متوفّرة في الشّبكات العنكبوتيّة بصيغة pdf.*

8_ماذا عن تجربتك في التّدريس؟ هل جرّبت إكتشاف الموهوبين من قبل وتنمية قدراتهم؟

*معظم الطّلاب يميلون نحو الشّعر الدّارج، وهذه معضلة لا تحلّ إلا بإيجاد ورشات تعليميّة أدبيّة؛ وهذا ما نفتقر إليه، مشكلتنا هي أنّ الورشات يلزمها مال ومكان، وهما ليسا متوفّرين في السّاحة الأهوازيّة الأدبيّة.*

9_حدّثنا من وجهة نظرك عن أهمّ المشاكل والعوائق الّتي تعترض طريق المثقّف أو الكاتب الأهوازيّ؟

*العوائق كثيرة ومع كلّ أسف، غياب مؤسّسات لتدعم الكاتب، عدم وجود معارض دائمة للكتب الّتي من المفروض أن يعرض الكاتب إنتاجه فيها.*

*هناك عوائق سياسيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة كما أشرت.*

10_كيف تقيم مستوى القصّة القصيرة في الأهواز؟ هل بلغت ذلك النّضج الكافي والّذي يؤهّله للريادة في هذا الفنّ الجميل؟

*بدأت والحمد لله القصّة في الأهواز بالارتقاء، حصل هذا الارتقاء بفضل الإنترنت والتّواصل الّذي خدم قصّتنا بشكل ملحوظ، بدأ شبابنا ينشرون إنتاجهم في المواقع العربيّة وفي المجلّات والكتب الورقيّة، وهذا يعني إنها جلبت اهتمام الآخرين، وهذا يعني النّجاح.*

11_هل تجد القارئ الأهوازي قد استوعب مثل هذا النّوع من السّرد؟

*ليس كما يتطلّب الأمر، لكنّ القارئ بدأ يتواصل مع الكاتب ويستفسر عمّا يجهله من معان وأساليب، وهذا يبشّرنا بالأمل.*

12_هل تعود إلى ما كتبته كناقد؟

*نعم، مرّات ومرّات، أرجع لأصحّح خطأ نحويّا، أو أغيّر جملة، أو عنوانا، أو حتّى أشطب القصّة كلّها لأبدأ من جديد.*

13_ ماذا كان الدّافع خلف إصدارك لكتابك الأوّل "كبرياء"؟ ومن هو أو من هم الّذين ساندوك لنشره؟

*كبرياء كان في مجال القصّة القصيرة جدّا، وجّهت من خلاله رسائل شتّى إلى مجتمعنا الأهوازيّ والعربيّ، وقد لقى استقبالا هائلا بين القرّاء، فهو كان أوّل كتاب ينشر في هذا الفنّ القصصيذ في الأهواز.*

*وقد نشرته جمعيّة ثقافيّة أرجو من الله أن يهلّ قمرها ثانيّة ليصبح بدرا.*

14_ ما هي حكاية خنياب بن مهودر؟ وما الّذي تعلّمته منه؟

*خنياب ذلك الرّجل الصّادق البسيط المتفائل الّذي علّمني جميع هذه الصّفات بتصرفاته وليس بأوامره، كنت أزوره كلّ يوم من شدّة تعلّقي به، فهو كان أبا حنونا شفيقا رؤوفا، لم أملّ حكاياته عن الماضيّ... وهذه العلاقة الوثيقة بيني وبينه أنتجت كتابي الثّاني والذي سمّيته (حكايات أبي) وقد صدر عام 2018.*

15_ مجموعتك القصصيّة الأخيرة " الأرض" لماذا اخترت لها هذا العنوان بالضّبط دون سواه؟

*الأرض هي كلّ شيء، ودونها الضياع. ومن منّا لا يحبّ أرضه ويعتزّ بها ويحافظ عليها بكلّ ما أوتي من قوّة وبأس؟!

*هذه الأرض أمّ النّخيل والعطاء، أم التّراب الأسمر والشّهداء، هي وطننا وحبّنا، ولا ينبغي أن نبدلّها بمال وبما هو أغلى من المال.*

*ولهذا اخترت عنوان إحدى القصص من كتابي عنوانا لها.*

16_ هل من كلمة أخيرة؟

*شكرا لكم أيّها الطّلبة الأعزّاء الّذين تكرّسون وقتكم لثقافتكم العربيّة، لا شكّ أنّنا نفخر بكم ذلك الفخر الّذي يليق بشباب شجعان مهتمّين وشابّات شجاعات مهتمّات.*

*كلّ التّحايا الخالصة النقيّة كنقاء الفجر لكم.*

2019

الأهواز