علاقة صداقة تستمر لبضع دقائق
نشر في 29 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
قيل للمأمون ما ألذ الأشياء ؟
قال التنزه في عقول الناس(يعني القراءة في الكتب)
"المأمون"
الصداقة
الصداقة في تعريفها هي علاقة بين شخصين أو أكثر مبنية على الصدق والأمانة ولها حقوق وواجبات لكن … في رأيي هذا المفهوم ينقصه الكثير من الإيضاح.
الصداقة بالطبع علاقة بين اثنين أو أكثر لكنها ليست بين أشخاص فقط بل يمكن للإنسان أن يعقد صداقة مع جمادات بل وحيوانات، مع كتبه وأشيائه الخاصة، مع أي شئ يحب أن يرتبط به وقتََا من الزمن. فنجد أحيانََا من يُصادق كلبَه أو من تُصادق قطتها أو علبة ألوانها أو رسوماتها وما شابه.
إقـرأ كتاباً للمـرة الأولى تتعرف إلى صديـق، إقرأه مرة ثانيـة تُصادف صديقاً قديمــاً
حكمـة صينيـة
هل القراءة هنا تعد علاقة صداقة!
دار هذا السؤال في ذهني كثيرََا ماذا أسمي علاقتي بالمنصات أو بمواقع نشر المقالات هل هي منصة للقراءة فقط مهمتي فيها أن اقرأ ما يرتبط بي وبفكري ويفيدني في تخصصي أو فيما أكترث أو اضيع بعضََا من وقتي لا أكثر ولا أقل ... لا بل هي عقد صداقة مع كل مقال نقرؤه ومع كل تعليق نتابعه.
الكتب ينبغي أن تؤدي إلى واحدة من هذه الغايات الأربع:إلى الحكمة أو التقوى أو المتعة أو الفائدة
جون دنهـام
هل المقال له تعريفََا عند كل شخص فينا؟
المقال كما تعلمت أن له عنوان واضح غير مختصر وله جسد المقال والذي يتكون من فقرات معنونة أو متفرقة في تسلسلِِ من الأفكار ولابد وأن يكون له هدفََا ومقدمة وخاتمة، وياحبذا لو كان معه روابط أخرى من فيديوهات أو مراجع أو يُذكَر في بعض الأحيان مدة قراءة المقال حتى نتمكن من حساب كم من المقالات سنقرأ كل يوم ليكون عهدََا مع القراءة يوميََا.
أن تقرأ، يعني أن تجـد الصديق الذي لن يخونك أبـداً
الكاتب الفرنسي مونتين
مفهوم المقال في منظوري
المقال هو عقد شراكة مؤقت مع صديق لا يتعدى بضع دقائق، أسمح له بأخذ أغلى ما أملك “وقتي” في سبيل أن أخذ بعض المعلومات القيّمة أُثري بها عقلي وأُغذي بها روحي.
يبدأ المقال عندي كما لو أن صديقََا استضافني من على باب بيته ودعاني إلى الدخول، تعرفت على بيته من اللوحة التي يضعها على الباب وهي “العنوان” فكان العنوان هو خير مرحب لي بتكمله المسير قدمََا والدخول أو التردد والرجوع.
ثم دعاني لأرتشف معه فنجانََا من القهوة وهو يقص عليّ بعض المواضيع المترابطة في شكل“فقرات” استهلها بمقدمة يسيرة لـِ نندمج معََا ونتفاعل بشغف مع موضوعاته.
قد يُريني صورََا جميلة معبرة ومدّعِمة لكلامنا سويََا، أو نشاهد فيديو معبرََا أو يرفق رابطََا مكملََا لما نتناقش فيه.
ثم أودعه في نهاية اللقاء بإبتسامه وتعليق أو الدعاء لصاحبة بالخير والثناء عليه ولو سرََا.
كــل مصحـوب ذو هفــوات، والكتـاب مأمـون العثـرات
ابن المقفـــع
أخيرََا أنصح نفسي وإياكم...
بأن نكون أصدقاءََ لطفاء الحضور دائمو الأثر في كل فكرة نترجمها في صورة صديق (أقصد مقال)...
وأن نتابع يوميََا عددََا مُحدََدا من المقالات والكُتّاب والموضوعات، حتى نتمكن من خلق عادة طيّبة تستمر معنا طويلََا بدلََا من استمرارها وقتََا ثم تختفي.
فلنحدد لأنفسنا وقتََا وعددََا من المقالات والموضوعات يوميََا ويمكن أن نغيرها كل اسبوع حتى نستفيد من بعضنا البعض، فليكن هذا الاسبوع مثالََا; سوف اقرأ عن الفضاء فاتابع قسم العلوم واكتب في البحث كل الكلمات التي تُعد key words مفاتيح للبحث عن الموضوع في خانة البحث في مكان البحث المخصص في منصتنا.
أيضََا لا ننسى أن نضيف المقالات التي نعجب بها والضغط على علامة المفضلة في نهاية كل مقال حتى نتمكن من تكوين سلاسل معلوماتية دسمة نتناولها قراءةََ من حين وآخر.
ولـِ تصحيح الأخطاء بإمكاننا أن نستخدم Google drive كـ مسودة لكتابة مقالنا فهو به خاصية تصحيح الأخطاء النحوية بوضع خط أحمر تحتها وتصحيحها بالضغط عليها، أو أن نُصحح لبعضنا البعض بأن نرسل رسالة لطيفة تحتوي على الأخطاء الخاصة بنا كي لا نحرج بعضنا على العام.
ولا ننسى أن ندعو الله دومََا أن يُعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما عَلمنا ...
سُئل عبدالله بن محمد بن اسماعيـل البخاري عن دواء للحفـظ فقال:
إدمـان النظر في الكتـب
حكمــة إسلاميـــة
-
Lamis Moussa Diabامرأة بـِ أُمة
التعليقات
واضيف الى ما جاء في هذا المقال؛ بان عمر الانسان قد يطول الى مئات أو آلاف السنين من خلال ما يراكمه القارئ في ذهنه ووجدانه من مقروءات برتشفها من صفحات كتب ومخطوطات تزوده بمعلومات تنير وتوضح وتحدد موقعه وحجمه من الاخر .. وهذا التراكم وخاصة النوعي منه هو الذي يجعله - لا حقا - اهلا لارتداء حلة الحكماء والفلاسفة والفقهاء ... وهي صفة يكون قد انتزعها باستحقاق ممن صادقهم وعاشرهم من مختاراته من الكتب والمنشورات والمخطوطات ..فمن تردد على حوانيت العطر والمسك لابد ان يصير في جسده او ثيابه شئ من ذلك ..ولعمري ان هذا هو اعز ما يطلب .
واذا كانت الارواح الخيرة تتزاور عن بعد ..فان الافكار النيرة بين المبدعين والقارئين هي الاخرى تتعالق وتتصادق بل احيانا تشكل آصرة تفاهم وتناغم ورسول محبة واخوة .
جعل الله القراءة بيننا وصل صداقة و اخوة وتفاهم ، ننتشى من خلالها بنفس النور المتوهج من الشمس ، ومن سطوع النجم وسكون الليل ،ورقة الورد ، وانسياب النهر .
ودام قلمك نديا وسخيا ينعشنا بهذا الفيض والعطاء المتميز .
وما اجمل من تلك الخاتمة التى اقتبسها منكى (ثم أودعه في نهاية اللقاء بإبتسامه وتعليق أو الدعاء لصاحبة بالخير والثناء عليه ولو سرََا)
دمتى رقيقة و مهذبة وبارعة في كتاباتك لميس... العزيزة .
استمتعت بقراءته , بالتوفيق .