للذين يفرشون الخد وردا
طيب القلب في هذا الزمان لا يعيش...
نشر في 23 شتنبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
" طيب القلب في هذا الزمان لا يعيش " ، عبارة لطالما ترددت على مسامعنا و لطالما ألفنا سماعها خصوصا عندما نشعر بالخيبة ، حقيقة لا أدري من هو المؤلف الأصلي لهذه المقولة المأثورة ، الا اني لا أوافقه ففي كل مرة أراهم فيها ، أراهم يعيشون ، نعم يعيشون عقودا من الزمن ...
قيل لي نقصد بلفظة " لا يعيش " الكناية عن هناء العيش و طعم السعادة الذي لا يذوقه لأنه جعل من نفسه طريق فرح للآخرين، جسر طموحات لمن حوله يدوسون و يركلون و يعبرون غير آبهين بكيان و ذات الجسر الذي هم عليه يسيرون.
ربما نتأسف لحال هؤلاء اللذين يفرشون خدهم وردا و يجعلون من أنفسهم أشجارا نستظل بها مع أننا في واقع الأمر نحن اللذين جعلنا منهم هكذا ، نأخذ كمثال اطفالنا في البيوت و نقيس عليهم .
فمنذ نعومة أظافره الطفل المطيع نعاقبه على أحقر ذنب يقترفه، فيكبر و يكبر معه الخوف و تتزايد عنده درجات الاحترام و العطاء بينما العنيد يحصل على مساحة كافية من الحرية فمع أول صرخة يطلقها تجدنا نلبي له ما يطلب و نكسر قوانين البيت لأجل مرضاته كل هذا لكي لا يزمجر طويلا .
من مثالنا السابق نستنتج أننا نحن المذنبون فبفعلتنا هذه نحن ندوس على الورد الذي يفرشه لنا الطيبون و نفرش وردا آخر لمن لا يستحقون مع هذا مازلت عند قناعتي أن الطيبين يعيشون حتى مع مغزى الكناية لأنهم سعداء ، سعداء لأنهم اسوياء، لأنهم راضون عن أنفسهم أتم الرضا و لأن هذا الأخير هم منبعه .
هناك بعيدا في دواخلنا حيث نحن متأكدون أن كل شيء يأتي من الأعماق موقنون اننا شركاء في الذنب اذ تجدنا نضرب هذه الأشجار بقبيح الكلام و ندوس على كرامتهم فتجدنا نصف الانسان الطيب بالساذج و المعتوه و الأحمق .
كان لتلك الأشجار أن تعيش طويلا و تعمر ، أن تعطي أكثر لو سقيناها ماء فراتا .
أخيرا رسالتي لهم:
أنتم يا من تفرشون الخد وردا اطمئنوا لأنكم بخير ، لأنكم أنقياء من الداخل و السعادة تأتي من أعماقكم فأنتم من تصنعونها و تنثرونها فكيف لا يكون لكم نصيب منها .
-
عبد الفتاحتائه بين حُلم و أمنية | أقرأ الكثير من الكتب | أكتب في موقع Bein Sports | أتوق لشيء إستثنائي لا يشبه الأشياء حولي