أنوار مشعة في جوف الفؤاد متغذية من عطاء الجوارح، متشبعة بعمق بقدرة ملك السماوات على قلب الأحوال وتحقيق الأماني بأمر بين الكاف و النون. هي بلسم يرقق آثار الأحزان، و ينقش روايات متجددة متماشية مع المعطيات الحديثة في ثوب عصري تلمس حنين قماشه من مختلف الزوايا و بكل اللغات. كبرت مع الأيام وعبرت مراحل الحياة مرافقة الرجل والمرأة الصغير و الكبير القريب و البعيد، متغمدة حتى الراحين و الغائبين .ترسل نصوصها المذهبة بأسلوبها المهذب الراقي وهي ترسم للبشرية أبهى المشاهد، أن المستحيل لا مقام له بيننا وأن التجسد في أرض الواقع قد لا يحتاج سوى لخطوة بسيطة أو لسجدة بإخلاص في عز الخلوات، أو أدعية في جوف الليل كما أنها قد تتحقق بهبة إلاهية حتى دون طلب. الأمنيات هي تلك العطورالتي تنير حياة الطامح المثابر الساعي للأحسن و الأفضل، وهي الوقود المحرك لآلية الحياة خصوصا عند ربط علاقتها مباشرة بخالق الأكوان محقق الأماني مغير الأحوال، فهي بعبقها الزكي الندي تعبر كل الأزمنة وتحلق فوق كل الأمكنة، ما لم تقترن بحرام أو بقطع رحم أو مبدأ سوء. فطالب الرزق يطلب ذاك، و طالب العفاف يحلق طالبا صاحبة الخلق و الوجه الجميل، و طالب العلم يرجو التمكن من القوافي و الجراحة و شق الطرق و بناء المباني و الجسور، و بين كل الأماني و مرافئ التجسيد يخط الساعي مساره بحروف الحكمة بمرافقة الجهد و العمل و إستيطان أعمق نقاط القلب، ليتجسد التناسق في أبهى الحلل.
فالأمنيات رباط إلاهي، و جسر ممرد تعبره الهمم و تخلد في صفحات النور النفوس الزكية الحاملة للواء الخير،والمتسلحة بحب الخير للجميع بغرض إيصال رسالة الثقة برب الأكوان، و طرق ابواب المنان لبلوغ الرجاء و تحقيق الاماني.
محمد بن سنوسي
05 ابريل 2022
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع