هل يسود العرب.... من دون الإسلام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل يسود العرب.... من دون الإسلام

  نشر في 13 مارس 2018 .

الإسلام بك أو بغيرك سينتصر، أما أنت فبدون الإسلام ستخسر و تضيع، مقولة خلدها التاريخ للشيخ الراحل احمد ديدات هذا الذي ناضر اليهود و الملحدين و الكفرة بالحجة و البينة ،و لم يسبق له أن انحنى أمام أي استفسار إلا وهدم المعتقدات الفاسدة و بإقناع الطرف الأخر أيضا.

مقولته تعيدك لأمهات الكتب، و مؤلفات المستشرقين التي و إن حمل اغلبها الحقد الدفين و رؤية المحارب لدين الله ،إلا أن بعضها يحمل في طياته الحقيقة التي حاول البعض طمسها، أن العرب لم يكونوا حضارة إلا بالإسلام ،و أن الغرب لم يتعلموا إلا في مدرجات الأندلس،و تداووا بكتابات ابن سينا و علوم ابن الهيثم ، وانه تم في النهاية هدم الأساس على أنغام أوتار زرياب و شعر الغرام و طرب و تمايل الجواري.

لا ينكر مدقق في حياة جاهلية العرب أخلاق الرجال، و ذودهم عن العرض و الممتلكات، و المواقف النبيلة من كرم و جود ،كما لا ينكر احد حياة التيه في الصحاري الفلاة تحت أنغام الدف و الشعر و المقدمات الخمرية و الغارات بالليل و حروب عشرات السنين لأجل صياح ديك أو خطوات ناقة ،مشاهد كرست حياة البداوة و الولاء للقبيلة صانعة مجتمعا مفككا بين الخيام و الرمال ،و أفاق كبيرهم لا تتعدى السيطرة على المنطقة و الحفاظ على الإبل و الغنم و في أفضل الأحوال إكرام الضيف أو تزويج الأمة إن أفلتت من الوأد. ، فلا يذكر التاريخ عن عرب أنداك سوى حروب الأوس و الخزرج، و تناحر القبائل حول السيادة و سدانة البيت، و تسيير أمور المياه، كما لا يذكر التاريخ لهم أنهم تضامنوا و اتحدوا و تكاتفوا و تألفوا لبناء حضارة يشع نورها على أسوار الشرق و الغرب .

استمر وضع العرب حتى اليوم الذي نزل فيه الروح الأمين، حاملا رسالة المولى عز و جل لأمة ستتبوأ مكانة على قمة هرم الأمم يشهد العدو بصلاحها، و يقر هرقل بصدق رسالتها ، و تقوم المباني و الحصون و القصور في زخرفة و هندسة جعلت خبراء البناء في الغرب يهرعون لتسجيل أنفسهم في معاهد المسلمين، و يتوددون لنهل العلم من خبراء الطب و الجبر و الهندسة و علوم الضوء و الجراحة ، و أصبح الغرب يتحدث العربية كدليل على الثقافة و التفاخر بالمكانة العلمية الرفيعة .

القارئ بين سطور تاريخ العرب سيدرك لا محالة كيف تحول قطاع الطرق إلى قادة ، و شعراء الخمر إلى نحويين و فقهاء و مدرسين ، و كيف ترقى لصوص الغارات إلى فاتحين لكل أصقاع الدنيا ، حدث كل ذلك بفعل رسالة من السماء حملت الخير في جنباتها و حولت أبناء الصحاري الفلاة إلى مثال و شعاع يقتفي أثره من أراد الوصول لباب الحضارة ، رسالة درست العالم معنى الإنسانية و حقوق الإنسان و مكانة المرأة في المجتمع ضاربة عرض الحائط الأفكار البالية المنتنة التي ساوت إلى وقت قريب بين المرأة و الحيوان في المجتمع الغربي ، و انتقصت من قيمة الإنسان الأسود و الأصفر مكرمة الأبيض فقط للون بشرته.

حتى و إن امن بعض المفكرين عندنا اليوم بقدرة العلم على بناء الحضارة تماما كما يحدث في دول الغرب من رقي تكنولوجي و أخلاقي مع أنها لا تدين بالإسلام ، إلا انه وجب التذكير أن رسالة السماء حملت أول صفحة فيها الأمر بطلب العلم و بناء الحضارة بعكس ما يتوهمه بعضنا بحصر الرسالة كلها في عبادات معينة فقط دون الخروج للحياة و النهوض بالأمة ، ليقول اغلب الوافدين على الإسلام اليوم الحمد الله عرفت الإسلام قبل المسلمين ، واقع يجعلك تجزم أن الغرب استولى على نظام الحياة المنصوص في الرسالة و زرع الفرقة بيننا و تركنا نسعى للتأسي بهم و تقليد نجاحاتهم حتى دخلنا جحر الضب في عز أيام الحر.

فهل ينجح العرب بغير الإسلام....في وقت نجح الغرب به و دون أن يتفطن احد .

محمد بن سنوسي 13-03-2018


  • 1

   نشر في 13 مارس 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا