لماذا ألح دائما على تخصيص شيوخي الأربعة؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لماذا ألح دائما على تخصيص شيوخي الأربعة؟

  نشر في 05 يناير 2016 .

ألح دائما على ضرورة الدراسة على شيوخي الأربعة لمن أراد التفكير العلمي الإسلامي وهم محمد عبده ورشيد رضا ومحمد دراو وعبد الحميد ابن باديس في التفكير المعاصر والطاهر ابن عاشور والشريف حاتم العوني في دراسات التراث، وطبعا يوجد غيرهم أفاضل لكن أبدا لن يكونوا بنفس الدقة العلمية إن في ترتيب الأولويات أو طرق المعالجة والنظر، لماذا؟ في خاطرة شيخنا حاتم العوني تجدون السبب وسأنقلها ثم أعلق عليها نص الخاطرة: إذا صحت البنية العقلية والمعرفية والنفسية والأخلاقية ، ستفاجأ كثيرا بأن بناء نظرياتك العلمية بعد الانتهاء الكامل من البحث والتدقيق ومن جمع النتائج واستخلاص نتيجة نهائية = قد كان متفقا تماما مع أوليات تصوراتك ، بل مع بعض تقريراتك الجزئية التي كنت تقررها قبل انتهاء عملية البحث والتجميع . وحصل هذا التوافق العجيب : لا لأنك سعيت إلى إثبات صحة تصوراتك الأولية ، ولا لأنك صاحب هوى تجاه رأي معين ! ولكن لأنك تصوراتك الأولية انطلقت من أصول راسخة في عقلك ، ومن معارف كثيرة تتيح لك الرؤية ، ومن نفس سوية لا ترغب في غير الحق صرفا ، ومن أخلاق تمنع من التعصب لغير الحق وتلزمك بالتواضع للمعرفة . فكانت تلك التصورات الأولية كأنها قطع مفرقة من الورق المتين (الكرتون) التي تُكوّن بمجموعها صورة كاملة ، تلك اللعبة المعروفة لدى الأطفال . فمع أنك لا تعرف ما هي الصورة النهائية من تجميع تلك القطع بعضها إلى بعض ؛ إلا أنك لا تجد في تلك القطع قطعة لا تملأ فراغا يجب أن يُملأ ، ولا فيها قطعة زائدة ، ولا ناقصة ، ولا يمكن أن يقبل تركيب القطع خللا ، فأي خلل ستكتشفه بسرعة ، وتعيد تصحيحه ، حتى تكتمل الصورة في النهاية ، لتندهش بجمالها ، ومن أنها كانت مفرقة في تلك القطع . كذلك النتائج الصحيحة والنتائج الكبرى ، إذا وافقت بنية صحيحة في العقل والمعرفة والنفس والأخلاق ، فإنك ستندهش بعد جهدك في البحث إذا ما بدت أنها مجموعة من عدد من أفكارك ونتائجك الصغرى القديمة ، وأنه لم يكن بينك وبينها إلا أن تجمع قطع أفكارك وأن ترتبها لتتضح لك الصورة النهائية !. تعليقي: شيخنا في هذه الخاطرة صب علمًا يتعلق بمبحث أصيل جوهري في كل من الابستمولوجيا وعلوم المناهج وفلسفة العلوم!! رغم أنه ربما لم يتعمق ولم يطالع هذه الكتب ليعرف مشاكلها، لكنه أتى بالخلاصة التي لم يأت بها أحد ممن تعمق وتخصص في هذه العلوم! لأن الفرق بينه وبينهم مذهل فهو وصل إلى نتيجته هذه بواسطة التطبيق الابستمولوجي والمنهجي الظاهر في مضامين معرفية ومعنوية زاخرة، بينما من تعمقوا في هذه الكتب استطاعوا فقط أن يبدعوا في التقسيمات الشكلية للمواضيع حين يطرقون هذه العلوم وأبدعوا في استعمال المفردات العلمية، لكن هذا الإبداع الشكلي الأجوف يخفي فراغا مضمونيًا! ولكن نور العلم الذي هو (مضمون معرفي معنوي لا مجرد تهويمات شكلية مجردة) قاده إلى اكتشاف الحقيقة! وهذا السبب الذي يجعلني ألح على الدعوة الى النظر في كتب شيوخي الأربعة! لأنهم تجاوزوا المشكل الابستمولوجي والمنهجي والفلسفي فعالجوه وتجاوزوا إلى المضامين المعرفية والمعنوية (وإن لم يعلنوا ذلك!) ولكنه مُعلن في نظر من يفقه وبحسب استعداده! بينما غيرهم أعلن مرار وتكرارا وأبدع في التقاسيم والتآليف واستعمال المفردات العلمية بل والمهلبية المنحوتة عن أصل أصل أصولها! فيستعملها ولا يدري أحد ما الفرق بينها وبين أي من أصولها! ورغم كثرة التآليف تجد المضمون المعرفي هزيلا أجوف يضيع الوقت في القراءة بلا طائل.



   نشر في 05 يناير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا