لا أحد يستطيع أن يقلل من قيمة الصربي نوفاك ديوكوفيتش أو يبخسه حقه في تربعه على عرش تنس الرجال خلال الفترات الماضية، فاللاعب يسير بخطا ثابتة لتثبيت نفسه لاعباً من كبار اللعبة الصفراء، وليحتل مكانة بارزة تحفظ اسمه في سجل الخالدين فيها.

على الرغم من أن الصربي احتل صدارة التصنيف في الفترة التي شهدت تألق السويسري روجر فيدرر والإسباني رافاييل نادال، لكنه ما لبث أن تنازل عنها، ليعود إليها من جديد ويهيمن على الصدارة؛ قابضاً عليها بيد من حديد ولا يسمح لها بالإفلات من يديه، لكن هذا التصدر من الممكن أن يكون قد حصل بعد انتهاء العصر الذهبي للسويسري روجر فيدرر الذي تقدمت به السن، وأصبح - ربما - عاجزاً عن مقارعة الصربي العنيد، لكن يبقى حلم العودة إلى صدارة التصنيف ماثلاً أمام فيدرر الذي إذا ما حقق هذا الإنجاز سيكون كولادة جديدة له في عالم التنس، خصوصاً أنه يبلغ الرابعة والثلاثين من العمر، وتأتي هذه الصدارة أيضاً بعد الإصابة التي تعرض إليها الإسباني رافاييل نادال؛ والذي ما يزال رازحاً تحت تأثيرها، وفي المقابل تحرمه من العودة إلى التألق وملامسة المجد من جديد؛ فهو يعيش فترة البحث عن الذات والعودة إلى تركيزه البدني والذهني، عقب فترة صعبة؛ فالأمر يختلف عند نادال من ناحية السن؛ فهو يكبر نوفاك بعام واحد، لكنه ما زال في حاجة إلى فترة للعودة إلى مستواه المعهود لأنه قضى فترة ليست بقصيرة بعيداً عن الملاعب، بسبب هذه الإصابة التي باتت تؤرقه وتهدد مستقبله ومسيرته.

إذاً لم يبق أمام الصربي منافس شديد قادر على كسر هيمنته الحالية في ملاعب التنس؛ فهو يحصد الألقاب واحداً تلو الآخر، وفي بعض الأحيان يحصدها بسهولة، بسبب ضعف المنافسين، أو ربما لأن مستواهم لا يرقى إلى المستوى الذي وصل إليه نوفاك، لكن وصول أي لاعب إلى صدارة التصنيف وبقاؤه فيها هذه الفترة لا يعترف بمعايير ضعف اللاعبين الآخرين؛ إذ إن الهدف يبقى دائماً مركّزاً نحو القمة دون الالتفات إلى العوامل الأخرى، فاللاعبان اللذان يعدان المنافسين الرئيسيين لديوكوفيتش، لديهما مشكلات كثيرة حالياً لا تترك أمامهما مجالاً من أجل إنزاله عن عرشه.

هذا الثلاثي الخارق قضى على آمال أي لاعب في الوصول إلى صدارة التصنيف، فالبريطاني أندي موراي - الذي يعد المنافس المباشر لهم - فشل في تحقيق هذه المعادلة التي عجز عن فك رموزها أي لاعب في العصر الحديث.