أجرى الحوار: سعيد إسماعيل

*ماذا تعني القصة القصيرة جدا لأبي شروق؟

** الحداثة شيء جميل، والحداثة لا تعني أن نترك الماضي وننبذه؛ بل أن نحتفظ به فنسير مع المسيرة الجديدة.

وإن حديث الحداثة يطول ويعرض ليشمل جميع الزوايا والمحطات في حياة الفرد:

كنا ذات يوم نكتب على السبورة الخشبية بالطبشور، ثم تطور الأمر حتى جاءت السبورة البيضاء والقلم السحري، فتطور الأمر فظهرت السبورة الذكية. هذه حداثة، ولا ينبغي أن تبقى راكدا محتفظا بذات السبورة الخشبية، ولا تواكب المسيرة الجديدة بحجة الاحتفاظ بالتراث، أو أية حجة أخرى تنتحلها.

والقصة القصيرة جدا، تعني لي هذه الحداثة، فهي حركة أدبية جديدة، أحببتها لقلة كلماتها وقصرها ومباغتتها القارئ، فهي كالرصاصة في سرعتها، وكالنبيذ في تأثيرها، ضف على هذا أنها لا تسلب وقتا طويلا من القارئ الذي عليه أن يقرأ رسائله في الواتساب والتلجرام، وأن يدخل في الإنستغرام والفيسبوك والتويتر ...

أقول (عليه) لأن هذه المجموعات الافتراضية لم تعد مجموعات لهو ولعب، وإنما أصبحت جزءا مهما من الحياة والأعمال اليومية والدائرات والشركات التجارية وغير التجارية.

*متى بدأت بقراءة القصة القصيرة جدا ومتى كتبتها؟

**قرأتها منذ سنين وكتبتها منذ أكثر من عشرة أعوام، وقد نشرت بعضها في مواقع عربية عدة في الإنترنت، ولكن لأسباب لا مجال للبوح بها لم أنشرها في مواقع أهوازية آنذاك.

وقد حالت صعوبة الحياة بيني وبين الكتابة لفترة لا تقل عن عقد ونيف، لكني عدت إليها مرة أخرى مشتاقا، بل لأؤدي واجبي تجاه شعبي؛ ولسوف أبقى مثابرا لا تفارق أناملي لوحة مفاتيح الحاسوب بإذن الله.

*عندما القارئ يقرأ منك يرى أن كل قصة تحمل رسالة، ولوحظ أن سعيد مقدم يؤمن بالأدب الملتزم بعمق وبرؤية منداحة قد يستلهم منها قراء من ثقافات أخرى، لماذا الالتزام؟

** صديقي سعيد اسماعيل، وما قيمة الأدب إن لم يكن ملتزما؟!

وما فائدة القصة التي لا تحمل رسالة لقارئها، فالأدب وكما أسلفت أعلاه ليس أداة لهو ولعب.. وإنما توجيه رسائل فحواها النقد والتوبيخ والعتاب والحث ...

وعلى الكاتب أن لا يكتب ما يعارض ضميره ووجدانه، على الكاتب أن لا يساوم على أدبه، وإلا سوف لا يحترمه القارئ. وأرى أن عدم الالتزام في كتابة القصص يشكل اعتداء على الفن وقيمته.

*ما هو رأي سعيد مقدم بمستقبل الأدب الأهوازي نظرا لما يعيشه الأدب وما عاشه؟

**لا أريد أن أتكلم عن ماضي أدبنا لأنه محبط حقا.. فنحن لا نمتلك أدبا فصيحا يمتد عمره إلى خمسة عقود مثلا، بل قل أربعة عقود أو حتى ثلاثة!

ولا أريد أن ألقى اللوم على كتاب الأهواز فحسب، بل إن الحكومات التي تحكمنا ملامة أيضا، ذلك لأنها نظرت إلى أدبنا العربي بعين حقارة ودونية، ولم تدعمه بتاتا، بالعكس فقد حاربته ومنعت نشره.

أما الآن والحمد لله فقد تحدى شبابنا أزمات النشر وبدأوا ينشرون إنتاجاتهم الأدبية ورقيا وإلكترونيا، ونظرا لتواصل الشباب الأهوازي بالأدب العربي والعالمي وذلك من طريق العالم المجازي، فقد بدأنا نعتلي سلم الأدب الفصيح وسنصل إن شاء الله..خاصة في الشعر النثري والقصة القصيرة جدا، هناك قفزة نثرية لا بأس بها، أرى لها مستقبلا جميلا.

*هل استطاعت القصة القصيرة جدا في الأهواز أن تخلق لنفسها ملامح تعرف بها أو تكون مستقلة كما نطمح أن يكون لنا أدبنا المستقل؟

** بصراحة لا، ما زلنا في بداية الطريق، لكننا بدأنا وبدأت قصصنا تنمو يوما بعد يوم وتستقوي، وبهمة الشباب الأهوازي سوف يكون لها ملامح أهوازية مستقلة؛ وستكون لديها القدرة أن تصل إلى خارج الأهواز حيث الوطن العربي، ورويدا رويدا إلى العالم بإذن الله.

*بما أنك من متابعي الأدب في العالم العربي بشكل عام والأهواز بشكل خاص، برأيك القصة القصيرة جدا في الأهواز مرشحة لتنافس القصة في العالم العربي؟

** صديقي سعيد، رغم أن قصتنا القصيرة جدا نشأت متأخرة، لكنها بدأت بهمة ورغبة، وبدأ شبابنا يحاول أن يكتبها بتقنية؛ والحقيقة أنه نجح إلى حد ما، وإن كان يأمل أن يصبح كاتب قصة قصيرة جدا ناجحا، عليه أن يقرأ الكثير، وأن يقلل من عجبه بنفسه ويرمي بغروره إلى سلة الهاوية ليخضع لعملية النقد. فلا نجاح في هذا المجال دون عملية النقد.

ولا أريد أن أتكلم عن المنافسة لكن لدينا قصصا قصيرة جدا نشرت في كتاب مع كتـّاب آخرين من الوطن العربي، وقد تم نشره في نطاق واسع. تمت عملية النشر في مصر على يد الأديب مجدي شلبي وتوزع الكتاب في الوطن العربي كله.

سعيد مقدم أبو شروق

الأهواز