لا تستعجبوا
نظرة من واقع فساد الاخلاق
نشر في 13 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
دائما نشهد بأن هذا الزمان هو زمن العجائب . والحقيقة أن كل قرن من الزمن يأتى ومعه ما يستعجب منه الناس .
فالعجائب مفردها عجيب . والعجيب هو ما يدعوا الى العجب .
قد تكون معجزة أو شىء غير معتاد أى يعجز العقل عن تصديقه أو تفسيره .
فالعجيب من الاحداث يأتى مع الزمن ونقول بأنه زمن عجيب .
والعجيب قد يأتى مع المكان ونقول بأنه مكان عجيب .
لكن عندما نذكر قصة ونصيفها بأنها قصة عجيبة فهذا هو الوضع والوصف الصحيح لكلمة عجيب .
لأن أحداث أى قصة من الممكن أن تتكرر فى أى زمان ماعدا
قصة ذى القرنين الملك الصالح الذى طاف مشارق الارض ومغاربها و أن الله تعالى أعطى له أسباب كل شىء فكان هذا سببا لتمكينه فى الارض .
وقصة نبى الله يوسف الذى مكنه الله تعالى من تخزين القمح وأطعام أهل مصر ومن حولها من البلدان فى وقت حدوث المجاعة العظيمة .
وقصة قارون الذى أمتلك كنوز من الذهب والفضة والاموال فكان وصف مفاتيح الخزانة أنه لايقدر حملها مجموعة من الرجال .
وفى زمن نبى الله موسى عندما رفع الله تعالى الجبل فوق بنى أسرائيل عندما قالوا أرنا الله جهرة .
أما عندما نرى الناس وقد تبدلت أخلاقهم الى أسوء حال ونصف الزمن بأنه زمن العجائب
فهذا الوصف لا ينطبق على كلمة عجائب لأنه فى كل زمن يوجد الصالح والطالح وقد ذكر الامام ابن الجوزى المتوفى سنة 597 هجرية فى كتابه صيد الخاطر يقول فى باب السابقون الأولون " ثم نظرت الى التجار فرأيتهم قد غلب عليهم الحرص حتى لا يرون سوى وجوه الكسب كيف ؟ وصار الربا فى معاملتهم فاشيا فلايبالى أحدهم من أين تحصل له الدنيا ثم نظرت فى أرباب المعاش فوجدت الغش فى معاملاتهم عاما والتطفيف والبخس . وهم مع هذا مغمورون بالجهل .
ثم تأملت العلماء فرأيت أكثرهم يتلاعب به الهوى ويستخدمه فهو يؤثر مايصده العلم عنه ويقبل على ما ينهاه ولايكاد يحب ذوق معاملة لله سبحانه وانما همته أن يقول وحسب "
هذه هى أخلاق الناس منذ أكثر من 800 سنة فكل أمة يوجد بها فساد و لكن العجيب ان يكثر الطالحون عن الصالحون مثل قوم نبى الله لوط الذين قالوا " أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ "
فلا تستعجب عندما ترى أخلاق الناس وقد أصيبت بسهم من الشيطان
فالازمان تتكرر بها أخلاق الصالحون و أخلاق الطالحون . ولكننا نكثر من ذكر قصة الطالح قبل الصالح
فلا تتعجب وتقول أنه زمن العجائب .