منذ وقت لم اكتب جديدا.. تأخذني دوامة الحياة بهمومها وتحدياتها من أجل البقاء لآخر نفس ، تمر الأيام سريعة متلاحقة تتعاقب نهاراتها وليلاليها في غفوة مني… لأستفيق على سؤال ( لماذا لم تكتبين جديدا منذ مدة؟ )
هنا فقط أتوقف لأستشعر كم سرق من أيامي وعمري ، وكم من سنين مرت لأكتشف انني توقفت عن أشياء آخرى كانت جزء مني … وهنا يأتي السؤال هل يمكن أن ينضب الفكر حينما تصاب عقولنا بالإجهاد والمشغوليات وهل نفقد حماسنا لأشياء و هوايات كنا في يوم ما شغوفين بها ؟
أتساءل أيضا كيف يمكن لقلم أن يجف ! قلم احترف ذات يوما الكتابة ، فكانت الحروف والكلمات ملعبه ، ولكني اعترف انني لست مثل هؤلاء الرائعون المحترفون الذين يستطيعوا تطويع أقلامهم تحت آي ظروفا .. فحينما يأمرون القلم أن يكتب ينفذ على الفور ولكني للأسف فاشلة في ذلك ، فقلمي لا يتغذى على الأوامر ولا تسري الأحبار في شراينه إلا إذا حس وشعر وانفعل وتفاعل..قلمي لا يلثم الورق بحرف إلا إذا استشعره ، قلم عاصي مدلل مرفه لم يتعود على الكتابة العمليه الإحترافية ولا يستطع أن يقوم بوظيفته إلا أذا تغذى بالمشاعر التي تحركه.. ولكن كيف يمكن أن يمنح مشاعرا من منبع نضب ووجدان تيبس.. هي حالة تصيبني كل حين .. حالة تتصف باللامبالاة لكل ما يمر حولي من احداث ، لا تفاعل ولا انفعال ، حاله من الإرهاق الفكري والشعوري ، تجعل الفكر يتجمد والإحساس يتيبس ..
حينما وجه لي هذا السؤال ( لماذا لم تكتبين جديدا منذ مدة) استفز شيئا ما داخل لامبالاتي وجعلني احاول ان أناقش معكم هذه الحالة ، وأتساءل لكل من يكتب هل تمرون بمثل هذه الحالة مثلي؟ هل أحيانا تتجمد أقلامكم تحت اعباء المسؤوليات..والإرهاق النفسي المستمر في عالم تتلاحق فيه الساعات كالثواني، بل يمضي فيه العمر بسرعة تفوق سرعة الضوء أو الصوت.
-
سامية فريدسامية فريد كاتبه ..صحافية ومدونة .. اعشق الكتابة واتنفسها ولا يهمني تصنيف بصمات قلمي … المهم كتابة ما استشعره ومايحمله من صدق وشفافية.