قبل يومين طلبت إحدي صديقاتى منى أن اكتب لها سيرة ذاتيه كى تساعدها فى الحصول على وظيفه مناسبه..

بالفعل تقابلنا وجلسنا على طاوله فى احد مقاهى مدينتنا العريقة وأخذت أسالها عن تفاصيل معينه تكتب فى هذه السيرة وعن مهارتها وخبراتها السابقة ,, لكى تساعدنى تلك التفاصيل فى كتابه ورقه تكون بمثابة العنوان !

فإن كنت من رواد الاعمال او المديري إحدي الشركات فإن أول ما ستبحث عنه فى السيرة الذاتية هى نقاط القوة التى تريدها, وهذا بالضبط هو المراد من معرفتى بالتفاصيل الصغيرة والبسيطة عن عمل صديقتى تلك ,,

وبينما أنا اكتب لها هذه الورقة خطر على بالى فكرة غريبة نوعا ما !

ماذا لو حاولنا أن نكتب سيرة ذاتية لبلدى مصر ؟!

أو لكي أكون دقيقا فالجمادات لا يُكتب عنها سير ذاتيه إنما هى مسرح الاحداث والتاريخ ,,

وكان سؤالى ماذا لو كتبنا سيرة ذاتية للشعب المصرى ؟!

ماذا سنكتب هنا فى هذا الورقه ؟

بالتأكيد هنا لن أذكر التاريخ العريق وحضارة الاجداد لإن هذه الكتابات مكانها كتب التاريخ ولكن ماذا أكتب عن الحاضر والحاضر القريب جداً !؟

لقد مرت علينا أحداث طوال الايام الماضية تشيب لها الرؤوس ,, أب يقتل اولاده وأم تلقي بأبنائها فى مصرف المياة الزراعي ,, ومتحرش يقتل زوج دافع عن زوجته على البحر بالسيف !!

وضحيه تصور متحرش فيتعاطف غالبيه المجتمع مع المجرم ويذبحون الضحية ويتسببون فى طردها من عملها !!

وأخيراً وليس أخراً مشكله اللاعب الدولى محمد صلاح !! وهنا نسأل سؤال منطقى جدا , كيف للمؤسسات الرياضية أن تحارب النجاح والتفوق والأمل فى نفوس الناس ؟

لست هنا أتكلم من باب الرياضة أو من باب إعجابي بلاعب موهوب فقصه كفاحه لا تخفى على احد من جماهير الكرة فى العالم !

أسترجعت فى نفسى السؤال الاول مرة اخري ,, ماذا سنكتب فى تلك الصفحه عن الشعب المصرى ؟!

هل هو شعب منتج أم إتكالى ؟

هل هو شعب متدين بطبعة ام انها مجرد قشور دينية وأخلاقيات مزيفة !!

هل فعلا سيصبح ذلك الشعب يوما ما من الشعوب المتطورة , رغم تفشي ظواهر الرشوة والفهلوة فى كل المؤسسات والقطاعات !؟

تعبت من التفكير وكثرة الاسئلة وأحببت أن اعرض على حضراتكم ما يدور بخاطرى حبا فى بلادى ولاجد بعض الحلول ربما عندكم ما يشفي سقمي..

ورغم انى بكل الاحوال أتمنى أن نصبح من أفضل شعوب العالم وأن نحج ولو مرة فى العمر إلى باريس أو طوكيو لعلنا نتعلم من تلك الشعوب الإنسانيه والعمل والإجتهاد ..