أقيم مساء يوم الثلاثاء الموافق 31/مايو/2016م في النادي الأدبي بالرياض أمسية أدبية بالشراكة مع الإتحاد العالمي للشعراء تخللها شعرا نبطيا بعد أن كانت منابر الأندية حكرا للشعر الفصيح على مدى أكثر من 40 عاما كما يقول العارفون والمحزن أن الرافضين آنذاك للشعر النبطي لا يمكن أن تجدهم في حالة إنسجام تام إلا بحضرة أغاني كبار الفنانين السعوديين التي تعتمد مغانيهم إعتمادا كليا على الشعر النبطي الأمر الذي يجعل إبتسامة التعجب تعلو وجوه النبطيون مما كانوا أولئك يفعلون من نبذ وعزل أدبي بين الفصيح والعامي - إن صح التعبير - فالحمد لله الذي جعل الشعر النبطي يثبت وجوده وبقوة على مستوى حداثة اللهجة والفن والمحافل الوطنية والآن على مستوى الأندية الأدبية بجهود المخلصين ونظرا لطغيانه على الساحة في الحياة الإجتماعية العامة لم يعد بمقدور أي أحد حجبه كما كان في السابق عندما كانت مفرداته لا تتجاوز (ياراكب اللي ، وادعج غنج ، وياحمس قلبي) وانا هنا لا انكر أن الفصيح له وزنه على مستوى العالم العربي والأفضل على الإطلاق لكن من يتسنمون الأمر فيه - أي الفصيح - من شعراء ومثقفين لم يستطيعوا فرضه على ذائقة المجتمع بالصورة التي تجعله على الأقل يضاهي الشعر النبطي مكانة في قلوب الناس على إختلاف ثقافتهم ومكانتهم الإجتماعية واتمنى على هيئة الثقافة إعطائه من المساحة في الأندية الأدبية كإقامة امسيات وطباعة دواوين طالما انه كشعر يدخل ضمن المعطيات الأدبية العامة حتى نشبع نهم المتعاطين معه كتابة وتذوقا إسوة بجميع البلدان الأخرى كالعراق ومصر وليبيا وغيرها التي لم تضع بين الشاعر النبطي والفصيح أي فارق في المساواة الأدبية والحضور في الأمسيات .
في الختام لايسعني إلا تقديم الشكر الوافر للقائمين على النادي الأدبي بالرياض على هذه البادرة التي سبقتها - كما قرأت - بادرة بحضور الشاعر الدكتور محمد الدبل مزج فيها بين الشعر العامي والفصيح أثناء الأمسية كما كان في هذه الأمسية الأخيرة .