يبدو أننا نعيش في عالم ملئ بالغضب والتوتر ، عالم ملئ بالجري والصراع والتوتر ، دون الوقوف للحظة لنهدئ من زحام الحياة وصراعاتها ومسؤولياتها التى لاتنتهى ... نعيش في قلق وتوتر دائم من الغد ونضغط على أنفسنا في كل شئ ،حتى تستهلك قوتنا العاطفية والجسمانية ... ولا نعيش الحياة بتيارها البسيط ،لكننا بدلآ من ذلك ننجرف مع تيار الحياة بدون توقف للحظة !
فلسفة الحياة الهادئة ينبع من أن تتعلم متى تجري ، ومتى تهدأ حينآ آخر ، فنحن نعيش في حياتنا كسباق السيارات ، فعلينا أن ندرك متى نتوقف لنكسب القوة من جديد ونستمر ، لكننا نعتاد على السباق المستمر والقلق الدائم في كل مايحدث حولنا ، ولاندرك بأننا كذلك نخسر طاقاتنا ونستنزف قوتنا ونستهلك مشاعرنا حتى تخور قوانا ولا نشعر بأجسادنا
إننا لاندرك مدى السرعة الزائدة التى نسير بها في الحياة وإلى أى مصير نسوق أنفسنا فيها ؟
فخطى الحياة العصرية يجب أن تخف كثيراً، إذا أردنا أن نتحاشي النتائج المريرة ... إنه من المستحيل أن تستمتع أرواحنا بسلام إذا كنا نسير على هذه الخطى المحمومة
إن حياة هذا الجيل يدعو للأسف حقآ ،وخاصة في المدن نتيجة لتأثير التوتر العصبي والإثارة والضوضاء وقد أعجبنى مقولة سيدة عجوز " لنقطع مرحلة الحياة يوماً بيوم "
ولكى نخفف التوتر الذي يسود الناس ،علينا أن نبدأ بتخفيف خطواتنا في الحياة وأن نمارس حياة السكينة والهدوء ... فلسفة الحياة الهادئة هو الترياق الشافي من التوتر وتكتشف بداخلها منابع جديدة للقوة لنبدأ من جديد
فلكى تشعر بالسلام الداخلي عليك أن تسمح لبعض الأفكار التى توحى بالسلام بالتسلل داخل عقلك ،وأن تمارس أفكار سليمة في ذاتك ، فهناك أوقات يحتاج المرء منا أن يخفف من الخطي وأن يتعلم متى يتوقف ، وحين ندرك ذلك سيختفي نزعة التوتر وتزداد قوتنا التى كنا تستهدفها في الجري واللهاث
" نحن بحاجة في هذا العالم الذي يجري ويلهث ويحارب ،لتخفيف السرعة والكف عن التفكير وأن نذهب إلي الفراغ كى نشعر بالسلام الداخلي "
د/ إبراهيم الفقى
فهناك أشياء تجعلنا نشعر بالإسترخاء في حياتنا ، كممارسة التأمل والذي يكون له دور في تهدئة أفكارنا ويسمح لنا بالغوص داخل نفوسنا والتحكم في عقولنا والسماح بالأفكار الصحية التى توحى بالسلام بالتسلل داخل عقولنا .. فهناك عدة وسائل تساعدنا على إدراك الهدوء في حياتنا ،فقط أن نتعلم متى نمارس الهدوء ، متى نتوقف عن السرعة التى نلهث ؛ فهناك أساليب تساعدنا على التخفيف من التوتر ، كالتأمل والتنزه في الحدائق العامة والإستمتاع بمشاهدة الغروب ، تجعلنا ندرك أن نسير ببساطة مع تيار الحياة بدون مقاومة وتجعلنا في تواصل دائم مع أبسط الأشياء في حياتنا ، فالبراعة يكمن في أن تعثر على عالمك وعما يمكن أن يغير من يومك ويضفي على قلبك البهجة والسلام وأن تكون على تواصل دائم مع أكثر أشياء إمتاعا في الحياة والتى ترفع من روحك المعنوية وتقوي من تقديرك النعم والهبات في حياتك ... !
-
samahأنقذتني الكتب من الرتابة والجنون والغضب وعلمتني الحب بل وأكثر من ذلك
التعليقات
اذا كنت سائقة مبدعة للسيارة فانه يمكن تجاوز جنون الحياة بكثير من الاحترافية مع المخاطرة في بعض الأحيان و هو نفس الشيء ينطبق في مجابهتنا لمشاكل الحياة : التوكل على الله يلغي الكثير من الهموم .
أحسنت يا مبدعة .