حسنا .. ها نحن من جديد
في تلك الدوامة المحيرة التي تعجب الجميع منها
اليوم احدثكم عن ... ( العمر ) .
غريب هو الزمن . شئ معنوي بحت يترك اثاره عليك كليا .
سواء جسديا او نفسيا او ثقافيا او فكريا .... الخ .
ولكني هنا اليوم لأحدثكم فقط عن ازمة منتصف العمر .
وقبل ان تتسائلوا . انا لا ادري معني ازمة منتصف العمر .
انا حتي لا ادرك معني التقدم في العمر .
لكن يمكنني ان اتخيل .
حسنا انا فتي في السادسة عشر من عمره .. بالطبع لن تسمع اي هراء يقوله فتي في السادسة عشر عن ازمة منتصف العمر .
ما الذي يعرفه من الأساس عن العمر .
انه لكذب بين وامر بالغ في السخافة .
حسنا .. حسنا .
قف علي ناصية عمرك هناك بعيدا شامخا عن اولئك الأوغاد .. سب والعن كل ما هو جديد .. كل ما هو خارج عن المألوف .
" دول شوية شباب صيع " علي حد تعبيرك عنهم .
عزيزي .. مرحبا بك
في ازمة منتصف العمر .
لنكن صريحين من البداية .
انا اكره التقدم في العمر .
اكره المسئولية .. اكره ان اكون من يلجأ اليه الناس ليسألونه . اكره من يُحمل كل شئ .
اكره التقدم في العمر
اكره ان ينظر الناس اليك متسائلين عن ماذا يجب ان يفعلوا ومن ثم يجب ان تكون انت القائد المغوار .. تحسب النتائج بدقة تامة .. تحللها .
ثم مرحي لنا قد خرجنا سالمين .
اتسائل لما يتقاتل الناس علي السلطة ؟
هل هم مجانين ام انا لم اتقدم بالعمر بعد ؟!
قالها دكتور احمد خالد توفيق مرة " اتمني ان ابكي وارتجف , التصق بواحد من الكبار , لكن الحقيقة القاسية انك الكبار ! .. انت من يجب ان يمنح القوة والأمن للأخرين "
لقد سئمت .. سئمت ان يوكل الي مهام او اي شئ .
بالطبع تتسائل عن نوعية المهام التي توكل لفتي في مقتبل عمره تجعله يسأم المسئولية والعمر والزمن .
وذلك هو مربط الفرس .. حتي مع ندرة وتفاهة مهامي .. انا سأمتها . انا استقيل يا سادة .. اعلنها صراحة امام الجميع .
لماذا اكبر واولي مهام ومسئوليات وعمل و وظيفة ومدير حانق يريد ان يطردني لأن اطار سيارتي قد تفجر وقد تأخرت عن العمل .
ما الذي يدفعني الي هذا الجنون .
صدقني .. لو كان بيدي لأوقفته .
لكنها يد العمر الغدراة .. تنظر في المرأة فتجد تلك الشعرة البيضاء !
امعقول اني اكبر لتلك الدرجة ؟
هذا ما سوف تدركه متأخرا .. الزمن وقح هو لا يطرق الباب .
حسنا لننتقل لنقطة اخري تجعلني امقت التقدم في العمر .
اتخيلك عزيزي القارئ . عجوزا كهلا قد ارهقته الشيخوخة .. اخذ منك العمر مأخذا .. كنت له غنيمة سهلة وكان هو مفترسا بحق .
اراك شبيه برفات انسان .. لا لست انسانا .
ليس جسديا فقط ولكن عقليا .
اتخيلك توجه تلك الانتقادات التافهة للشباب . " انتم جيل زبالة " , مع اننا عزيزي القارئ اذا عدنا بالزمن للخلف قليلا لسمعنا شيوخ زمانكم يخبرونكم بنفس الكلمة .. ونفس التعابير .
هي دائرة لانهائية من الانتقادات الغير منطقية بالمرة .
اجلس ها هنا واستمتع برحلة عمرك القصيرة .
هناك سوف تري نفسك رضيعا .. لا تهتم بشئ .. لا تفهم شئ .. مجرد اساسيات .. اذا جعت تبك .. اذا عطشت تبك .
حسنا فلنكمل رحلتنا .. ولنقفز في المستقبل قفزة كبيرى نوعا ما .. لقد كبرت الان واصبحت ناضجا .. اصبح لك رأيك الخاص وتفكيرك الخاص
لا تفرح .. دائما يوجد مفسدو البهجة .
دائما من يوجه لك النقد بدون داع بدون اسباب منطقية تذكر .
لا اريد ان اصبح هذا الشخص .
لا اريد ان يؤثر في اختلاف الأعمار لأنعت شخصا بأنه غبي
تبا لزمن يفعل بي هذا .
اريد ان اعود
اريد ان اعود
اريد ان اعود
اريد ان تتلاشي قوانين الفيزياء .. لتأخذني وقتما اريد .
وقت الطفولة . لقد قررت اخيرا .. اريد ان اعود طفلا .
انه لسخرية القدر ان تريد ان تكبر وانت صغير وتريد ان تعود طفلا عندما تكبر .
امر محزن للغاية انه لا يمكنك الرجوع .
لا يمكنك الهروب منه . لا يمكنك فعل اي شئ حياله سوء الانتظار .
لذلك انتظر