هل يحاربون الإسلام في البوركيني؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل يحاربون الإسلام في البوركيني؟

هل نعيد تاريخ النقاب في البوركيني؟!

  نشر في 08 شتنبر 2016 .

في الماضي كان الناس يقرأون التاريخ كي لا يقعوا في أخطاء من قبلهم، ودائمًا ما اقترنت نصائح قراءة التاريخ بتلك الميزة، ولكن لأننا في العصر الحديث أصبحنا لا نقرأ، وإن قرأنا كان قراءتنا في الروايات والقصص الرومانسية دون غيرها، فالتاريخ قرر أن يعيد لنا نفسه، لكي يعطينا دروسًا تاريخية مجانية، فهل نحن مستفيدون؟

من تتبع تاريخ النقاب، سيجد أنه عادة لأهل عصور ما قبل الإسلام، ولا أدرى هل كانت تلك العادة من أجل حفظ المرأة من الفتن، أم أنه كان مجرد زي تقليدي في تلك العصور، ما يهمنا هنا أن الإسلام بعد أن نزل في شبه الجزيرة العربية لم يُشرع النقاب ولم يضعه ضمن فروضه، ولكن مع مرور الوقت دخل النقاب في اعتقاد البعض ضمن الفروض الواجب اتباعها ولا أدري كيف ولا متى.

ولأن التاريخ يكرر نفسه، فنحن أمام حالة مشابهة في أيامنا المعاصرة، ألا وهى "البوركيني"، فلو تتبعنا تاريخ البوركيني سنجده لا يختلف كثيرًا عن النقاب، بل إن مراحل تطوره تشبه كثيرًا تلك التي حدثت مع النقاب.

فالبوركيني زي نسائي صممته عاهدة زناتي، المصممة اللبنانية الأصل، في عام 2006، لكي تساعد ابنة أخيها المحجبة في لعب كرة السلة، ثم عرضته ضمن متجرها في أستراليا وأقبلت النساء المحجبات عليه لإستخدامه على الشاطئ، والنساء غير المحجبات لحمايتهن من حرارة الشمس الحارقة في أستراليا، إلى هنا والأمر عادي جدًا، مصممة وزي ومبيعات للمحجبات وغيرهن.

إلا أن هناك مرحلة ما مجهولة، قرر البعض فيها أن يربط اسم البوركيني بالإسلام، فأصبح الزي الإسلامي، ويقتصر على المسلمات فقط، وأصبح أي هجوم عليه هو هجوم على الإسلام، فلابد من الرد والدفاع بصورة يشعر معها صاحبها بأنه يجاهد في سبيل الله!.

وهذا ما كان جليًا في الأزمة الفرنسية الأخيرة، فعندما قررت فرنسا منع البوركيني، كانت تمنع زيًا نسائيًا عاديًا، ولا أدري لماذا غضب المسلمون؟، فهل عندما كانت أوروبا تمنع البيكيني في منتصف القرن الماضي كانت تنتصر للإسلام مثلًا كي تحاربه في منعها للبوركيني الآن؟، بالإضافة إلى ذلك فالجامعات مثلًا تمنع الملابس القصيرة داخل حرمها، أماكن العبادة لها زي محدد لدخولها، المصانع لها ملابس خاصة للتجول بداخلها، كل مكان له ملابسه التي يحافظ بها على صورة النظام بداخله، فإذا كانت فرنسا ترى بمنعها البوركيني على الشاطئ بأنها تحافظ على النظام المجتمعي بداخلها، فأين المشكلة؟!

وربما يتبادر إلى ذهن البعض كما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه من حق النساء أن يذهبن إلى الشاطئ، وأن فرنسا دولة حريات وعليها أن تحترم حرية الآخرين، وهنا يمكن الرد بسهولة، فأولًا إذا كان البوركيني قد تم تصميمه في 2006، فماذا كانت تفعل النساء في 2005 مثلًا إذا ما أرادت الذهاب للشاطئ؟.

وثانيًا بالنسبة لإحترام الحريات، فجزء أساسي من فكرة الحرية قائمة على احترام حقوق الآخرين والنظام المجتمعي لهم، فلا تبني حريتك على إزعاج الآخرين وخرق النظام المجتمعي للدولة ثم تطالب الجميع بإحترامك، وهنا تكمن المشكلة الرئيسية في تعاملنا مع فكرة الحرية سواء في تلك القضية أو غيرها، كما نمنع نحن هنا إرتداء "البيكيني" في الشوارع، فمن حقهم منع إرتداء "البوركيني" في الشواطئ!.

وربما حاول البعض الآخر تبرير الأمر بأنه من حق الفتاة المحجبة أن تمارس حياتها الطبيعية وتنزل إلى البحر بدون أن تفقد الزي الشرعي لها، وهنا يجب أن نوضح شرطًا هامًا في الزي الشرعي وهو أن لا يصف جسد المرأة فهل يفعل البوركيني هذا؟، بل دعونا نسأل أنفسنا، هل الجسد العاري أكثر إثارة أم الجسد المغطى بصورة تصف تفاصيله؟، وأنا هنا لا أقول أن المرأة تلبس لكي تثير الرجل أم لا، ولكن أحاول النظر للأمر بنظرة دينية.

وعمومًا فإذا كنا الآن نضع "البوركيني" ضمن الزي الإسلامي، الواجب الدفاع عنه والغضب من أجله، فبالتأكيد سنجعله غدًا فرضًا عند النزول إلى الشاطئ، فمن منح العادة الجاهلية كل تلك القدسية غير المبررة، لن يصعب عليه أن يمنح زي البحر قدسية أكبر وأكبر، لنؤكد مرة تلو الأخرى ما قاله المتنبي ذات يوم "يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ"!



   نشر في 08 شتنبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا