يوميات متأمل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوميات متأمل

رحلة البحث عن الهوية

  نشر في 02 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

كان ذلك منذ فترة طويلة ، ربما كنت فى العاشرة ، حينما تفتحت عيناى على مجموعة من الشباب فى مرحلتهم الجامعية ، اختلفت تخصصاتهم وتنوعت دراساتهم ، وتفاوتت أعمارهم،ولكن جمعتهم مظاهر واحدة ، يبدو أنها تروج لفكرة واحدة ، يمشون حثيثا نحو هدف واحد .

كان أولئك الشباب قد أطلقوا لحاهم ، تراهم يمشون فى جلباب قصيرة ، هذا المشهد الجديد ، والحدث الطارئ ، قد أثار فضولى وأنا فى تلك السن المبكرة ، فهؤلاء الشباب قد لمع نجمهم ، وذاع صيتهم ، ربما ساعدتهم فى ذلك هيئتهم الغير مألوفة وصورتهم الغير معهودة بين الشباب والعجائز ، وتحولت الأنظار ناحيتهم ، وعلى استحياء شرعت فى مراقبة تصرفاتهم .

ارتادت تلك العصبة المساجد ، وحافظوا على الصلوات ، وانك لتراهم حيثما ترى ملتفين ، متقاربين يتناقشون فيما بينهم ، وقد أخذ نشاطهم فى الظهور ، وبدأت الاحظ بعض الملصقات الدينية ، وهى تارة لأحاديث نبوية ، وتارة أخرى لآيات قرانية ، وأحيانا تكون عبارة عن مبادئ دينية تشتمل فى طياتها على مجموعة من الأوامر أو النواهى ، ثم مكتبة صوتية أحضروها للمسجد وهى لمجموعة من شيوخ السلفية ، والذين ذاع صيتهم فيما بعد فى المنابر الاعلامية على أثير القنوات الفضائية ، أمثال : محمد حسان ، محمد حسين يعقوب ، محمود المصرى ، أبو اسحاق الحوينى وغيرهم ........

وقادتنى فطرة الطفل المتعطش لاستكشاف الحياة من حوله ، للتقرب من هؤلاء الشباب ، أريد أن أحظى بنشاط من شأنه أن يقودنى لدور فى المجتمع الصغير الذى أعيشه ، وربما الفطرة الدينية كانت الدافع الأكبر وراء هذا التقرب ، ربما للسعى وراء مفاهيم جديدة ، أو قتل الفضول نحو تلك المفاهيم والتى طالما ترردت على مسامعى ، ولكنها كانت تبدو لى كألغاز طالما وددت أن أضع يدى على مفاتيحها ، مثل : الجنة ، النار ، الموت ، ما بعد الموت .

فى البداية أخذ ذلك التقرب شكل التلقى والانصياع التام ، والطاعة العمياء لكل مبادئهم وأساليبهم التى كانت تميل فى بعض الأحيان الى التشدد ، وبهذا بدأت حياة جديدة تنمو بداخلى وصار ديدنى الاستماع لشرائط الكاسيت لمختلف شيوخ السلفية ، وقراءة كتيباتهم .

وكان الأبرز تغير صورة معاملاتى اليومية والتفاعل فى المنزل : فالتلفاز حرام.. حلق اللحية حرام .. الموسيقى حرام ..الصور الفوتوغرافية حرام .. سجادة الصلاة المزركشة قد تبطل الصلاة ..النقاب فرض .. صاحب الثوب الطويل قد وقع فى خطر عظيم ولا يقل عنه خطرا من وقع فى شراك الفلسفة فى محاولة لدراستها .. أو فكر فى اجتياح مجال علم النفس فكلها علوم غربية لا ينبغى لنا نحن المسلمين مجرد الاقتراب منها ......

والأكثر مما سبق فيجب ألا أقيم وزنا للشيخ الشعراوى ، أو أغالى فى تقديره ، لأنه صوفى ، ينبع فكره من الصوفية ومبادئها المستهجنة ، أما الدكتور مصطفى محمود كافر لأنه أنكر الشفاعة .. ثم بدأت تتسع دائرة المحرمات والمنكرات ومسالك البدع فى العصر الذى نعيشه .

ولكن وفى المقابل بدأت تضيق دائرة أخرى .. فكان الصدام الحتمى بين الطفل الذى بلغ الثانية عشر وربما الثالثة عشر مع المحطة الأولى وهى الأسرة ، ثم الأصدقاء ، والأقارب.. وهنا بدأ يضيق الخناق فأنا أفقدهم واحدا تلو الآخر....

وبين الأنا و الاخر دارت الدوائر ، ولاثبات الذات فى مقابل الموضوع كانت المجادلات ، وأصبح التطرف هو التهمة التى ألصقها كل طرف بالاخر، وأصبحت أنا والاخر على طرفى نقيض ، كل منا يدعى الوسطية والاعتدال ، ويمنح هذا الشرف العظيم لنفسه .

وتاهت الحقائق ، وكثر الجدل واللغط ، وحلت الغوغائية لتصير هى السمة المميزة للخطاب والحوار ، ثم خارت القوى .. ودخلت فى مرحلة من الصمت العميق ، وأطلت من رأسى علامات الاستفهام .. وارتسمت على وجهى علامات التعجب .. لماذا أواجه الاخر وهو الجيش الجرار ؟! ..لماذا أصر على أن أسبح ضد التيار ؟! ولماذا أضل عن القطيع فى حال أنه من الأمر اليسير أن أصير أحد أفراده ؟!

وهل دخلت الاسلام وخرجوا هم منه؟!!!!

وتضاربت الافكار ، وشرعت المعتقدات فى الانقشاع ، والظنون فى الاكتساح .. وأصبح الشك فى المكتسبات أمر واقعى ، خاصة بعد الانسلاخ من الطفولة والدخول فى مرحلة المراهقة ، حينها زادت المغريات فى مقابل التمسك بما قد فات ، واتضحت ملامح كانت بالأمس معدومة ، ثم جاء التحول الكبير ، بعد الانغماس فى الشهوات ، والاستجابة للرغبات ، وأصبح بامكانى أن أكون فردا من القطيع..

ثم أصبح للحياة مفردات أخرى ، وتغيرت الدوافع وتبدلت ، فأصبح الوصول لمكاسب شخصية ، أو تحقيق مصالح خاصة -وان كانت على حساب الاخرين - المبدأ الرئيسى والمطلب الملح ، وصار النفاق الاجتماعى هو أساس التعاملات ، والأمر البديهى الذى تستقيم به العلاقات .

وباختصار فان (النفعية) هى الأساس الذى يجب أن تقوم عليه شتى مظاهر الحياة للفرد ، فلا مكان لمبادئ عافت عليها الأزمنة ، أو عاطفة قد تحمله على الاشفاق على ضعيف أو محروم ، واختزل مفهوم ( العدل) فى التشدق به ، وتوارت مظاهر الرحمة والتراحم بين البشر، واقتصرت على عبارات أطلقتها الألسنة ، وتجاهلتها القلوب والأسماع والأبصار .

وكان لزاما أن أستوعب تلك المفردات ، وأن أنسج منها العبارات ، حتى لا أتخلف عن القطيع ، الذى أخذت على عاتقى أن أقدم له سبل الطاعة والانصياع ، وأصبحت مهيئا من واقع تلك الأفكار لمرحلة جامعية ، أرتادها مؤكدا انتمائى لفلسفة القطيع .

وتلبية لنداء المادة ، والبحث عن تحقيق مطالب الذات التى لا تنتهى ، واشباع الرغبات النفسية التى لا تنضب ..كانت حياة الشاب الجامعى الذى ظن أنه بذلك المسلك يستطيع تحقيق ذاته ، وأن يتوافق مع المجتمع الذى يسير على نفس النمط ، ولماذا لا تتماشى أفكاره مع مجتمعه وتستنبط مبادئه من فيضه ، ولماذا لم يصبح واحدا من الاحاد ، وما الفائدة من انتقاد قوانين البشر وحركة المجتمعات ، وما نتيجة ذلك سوى النبذ والعزلة ؟!!

وانتهت المرحلة الجامعية ، وشرعت فى طرق سوق العمل ، والاندماج بشكل أعمق وأوضح فى المجتمع ، وكانت المفاجأة الصادمة ، حين رأيت أولئك الشباب الذين التقيت بهم فى مرحلة الطفولة .. ولكن تلك المرة يبدو أنهم لم يصمدوا طويلا أمام دوران الحياة ، وحركة القوانين ، يبدو أن حدة طباعهم لانت أمام حدة الأيام ، وبالرغم من أنهم احتفظوا بنفس المظاهر مرتدين نفس الثوب ، ولكن يبدو أن الثوب أصبح فضفاضا ، وقد اتسع لأمور أخرى ، أولئك الشباب الذين حرصوا على تلقى العلم الشرعى على يد شيوخهم السلفيين ، يبدو أنهم قد اكتفوا بمتابعتهم على شاشات الفضائيات ، أولئك الشباب الذين حرصوا على أداء الصلوات فى الجماعة الأولى ، يبدو أنهم لم يعودوا يأبهوا كثيرا بذلك ، فتأخير الصلاة أصبح بالنسبة لهم أمرا عاديا ، وربما قد تضيع الصلاة ، فهموم الحياة أصبحت أكبر ، والسعى وراء المادة وتوفير احتياجات المعيشة أصبحت لها أولوياتها الملحة ، ولم يعد يحتفظ هؤلاء الا بلحية وجلباب قصير .

وهنا زادت عندى الأمور تعقيدا ، كيف ينتهى الحال بالطرفين الى مسلك واحد ؟!! وكيف أصبح المظهر الخارجى هو القضية الشائكة ؟ !! وأى الطرفين يملك الحقيقة وأيهما أولى بالصحبة ؟!!

ووسط تلك الحيرة ، وفى كنف هذا الغموض ، لم أجد بدا من محاولة البحث عن الطريق ، وشق تلك الضبابية التى خيمت على كل الأمور ، فلم أعد أثق بأى من الفريقين ، وكيف أثق بفريقين على طرفى نقيض ، كل منهم يحاول أن يفرض أفكاره فرضا على اﻵخر .

ففريق يغوص فى ماديات الحياة بكل ألوانها ، كل ما يصبو إليه هو تحقيق رغباته واشباع ملذاته ، ثم يأتى عنده الدين فى مرتبة فرعية ، وهو لا يتعدى مجموعة الشعائر والطقوس ، ولا تشكل عندهم المسائل الروحية وعلاقة المخلوق بالخالق سوى مجرد سلوكيات قد يسلكها كل من فشل فى التعامل مع الحياة أو التجانس بشكل أو بآخر مع مفرداتها ، والتدين عندهم قد يكون محاولة للهروب من محاولات بائسة للتعامل مع الواقع ، ومن ثم فلا يبقى سوى التعامل مع مفردات أقل حدة تصبو إلى طرح الواقع بعيدا والسبح فى خيال خصب.

وفريق آخر يزعم أنه البقية الباقية من الدين ، ويقدم نفسه على أنه المنقذ أو المخلص ، وأنه سبيل النجاة فى اﻵخرة .. ويرى أن العلم الشرعى هو العلم الوحيد المناط به الدراسة ، ويهمل العلوم الانسانية والدنيوية ، هذا الفريق الذى يقدس شخصيات بعينها ، ولا يسمح بالاقتراب منها بالنقد أو ما شابه ، كابن تيمية ، وابن القيم الجوزية وغيرهم ، ونحن لا نقلل أبدا من قيمة الرجلين ، ولكن لا نستطيع أن نمنحهم العصمة ، أو التنزيه عن الخطأ ، فكل يؤخذ منه ويرد إﻻ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، وأعتقد أن هناك بعض الأفكار وخاصة لابن تيمية كانت محلا للجدل بين العلماء .

على أن بعض الشخصيات أمثال ابن سينا والفارابى وابن رشد وابن باجة ، لم تنل مثل هذا الاحتفاء أو التجليل ، تلك الشخصيات التى كانت أمثلة تحتذى فى الغرب ، وكانت بمثابة الفتيل الذى أشعل نهضة أوروبية قادت الى عصر التنوير فى أوروبا ، بعد أن كانت تغط فى سبات عميق وتتخبط فى ظلمات العصور الوسطى ، فهم -من وجهة نظر الفريق الأخير- أمثلة يجب أن تسقط من تاريخ الأمة ، لأنهم قد أقحموا الفلسفة فى الدين ، وبالتالى فكل من حاول تتبع آثارهم أو السير على هداهم ، أو حتى محاولة فهم تلك المرحلة التى كان فيها العرب نبراسا للعلم - فهو منبوذ وحاد عن جادة الطريق.

ومهما يكن من أمر ، فنحن لا ننزه أحدا عن الخطأ ، وانما نحاول البحث عن الطريق ، وايجاد هوية واضحة .

وانبثقت إشكالية الفلسفة والدين ، ولم يعد يسعنى البقاء فى الإطار السلفى ، فلم يعدالإطار مرنا بما يكفى لحركة الأفكار والأطروحات المتراكمة فى عقلى ، ثم أنى قد قطعت شوطا مع الأسلوب السلفى الذى أودى بى إلى معايشة حالة من الانفصام مع الواقع ، وما زلت أتذكر تلك العبارة القصيرة التى لم تفتأ تترد على مسامعى حين قال أحد شيوخ السلفية محمد حسان [ يامن تجردت من وسام الشرف فحلقت اللحية] ، سمعتها منه على أحد أشرطة الكاسيت وقتها ، وقد كنت فى الحادية أو الثانية عشرة على وجه التقريب ، وحينها لم أفهم مدلول العبارة ، إلا أننى بعدها ببضعة سنوات ، وبعد محاولة الخروج من عنق زجاجة السلفية ، تساءلت هل تلك العبارة تصح لأن تكون أسلوبا دعويا من أحد أكبر المشايخ المحسوبين على السلفية ؟؟ هل تلك العبارة تنطوى على الحكمة والموعظة الحسنة التى جعلها الله من دعائم الأسلوب الدعوى ؟؟

وبعيدا عن حكم اللحية فى الدين ، فقد أنكرت أن تكون تلك الطريقة تمثل خطوة على طريق الدين ، ثم حاولت جاهدا التخلص من تلك العاطفة الدينية التى تجرنى إلى كل من يتكلم بإسم الدين ، وإن كان السلفيون يحتكمون إلى القرآن والسنة فى معالجة القضايا ، فغيرهم من المعتبرين من رجالات الأزهر وغيرهم من العلماء والمفكرين الإسلاميين احتكموا أيضا إلى نفس المستقى ومع ذلك قد وجهت تلك الأخيرة الانتقادات اللازعة للمسار السلفى . فلماذا ؟؟

وقد كانت تلك نقطة الإنطلاقة ، التى شرعت منها محاولة الوصول إلى حقيقة الأمور ، وعدم قبول الأمور على علاتها ، وسماع الرأى والرأى الآخر .

فطرقت باب الفلسفة ، وأوليت الاهتمام الأكبر للفلسفة الإسلامية وقرأت للغزالى وابن رشد وابن سينا ، على أنه كان ولابد ومن باب فهم الأمور بصورة كاملة الاطلاع أيضا على الفلسفة اليونانية والغلسفة الغربية المعاصرة ، والتطرق أيضا إلى حركة المتكلمين التى ارتبط ظهورها بالدفاع عن الاسلام فى البلاد الأجنبية التى انتشر فيها ، حيث كان لفلسفة أرسطو وأفلاطون عظيم الأثر على ساكنى تلك البلاد .

ثم كان لابد من الإحتكاك بالدكتور مصطفى محمود وأفكاره المثيرة ، الرجل الذى عمد إلى ربط العلم بالدين ، وكيف ألحد الدكتور ؟ وهل أنكر الشفاعة بالفعل أم كانت له وجهة نظر ربما خاطئة ؟

تفاصيل كثيرة ودروب متعددة كان يجب أن أخوضها لتكوين وجهة نظر مستقلة ، كنت أود أن أنظر للدين من زوايا مختلفة ، لأصل إلى زاوية يطمئن لها قلبى ، ولا يرفضها عقلى ، فتناقض الدين درب من الخيال ، والدين مثالى لأنه صدر عن إله يستحق العبادة ، والتناقض فى أفكارنا وأفهمانا نحن..

وفى رحلة البحث عن الهوية تفاصيل أخرى كثيرة نستكملها فى مقالات لاحقة.


  • 3

   نشر في 02 فبراير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
مقال قيم ،اختصرت فيه تجربتك ،الدين بحر واسع ،اراء مختلفة ،واتذكر انني قرأت مرة بان هذا الاختلاف رحمة ،بالنسبة الى اطلاق اللحى او غيره هي امور ثابتة في السنة ولكنها لا تبين ابدا مقدار التزام الانسان بدينه ،فقد يكون الشخص عاديا في مظهره ولكنه اكثر التزاما بالدين الاسلامي وبالعكس فقد يوجد من يوافق ظاهره باطنه،بالنسبة الي احب كثيرا الحصص الدينية واستمع الى مختلف العلماء ،دون ان الغي عقلي ،ولكنني اجلهم لسعة علمهم ،فاي انسان ولو كان عالما معرض للخطأ،والتناقض كما قلت ليس في ديننا ولكن في طرق فهم وشرح العلماء له ،وهذا لا ينقص من قيمتهم كعلماء اجلاء اختلفوا في اجتهادهم،ويبقى ان تأخذ من اجتهاداتهم ما يرتاح اليه قلبك ،دون ان تخالف امرا ثابتا في ديننا ،بالتوفيق في كتابة مقالاتك القادمة ،دام قلمك.
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا