آن ياما آن في حاضر العصر والأوان وعلي أرض البشر وفي مجتمعاتهم انتشر الأقزام وصاروا سيـﳲاد الواقع وماسكوا زمامه والمهيمنين علي تلك الأرض وتشكل الأقزام والمتقزمين في فرق وجماعات لكل منها أب روحي اتخذوه مثلا ليحاكوا خطاه ويسيروا علي نهجه بلا تفكير أو تعقل .
فتجد بعضهم وقد صاروا ك"القزم اللـﳲميع" يحبون البهرجة ويحيطون أنفسهم بكل مايلمع وتختلف اللمعة علي حسب المستوي فهذا لمعته ذهبا وذاك لمعته فالصو المهم أن تكون ك القزم الأب فتتعلق بك العيون وتنبهر النفوس بما تملك وليس مهما طبعا أن تتمتع بهذا المِلك الأهم أن يراك الناس تملكه،ويحسدونك عليه ومايثير التعجب في هذا القزم أنه يملأ الدنيا صراخا وعويلا حين يشاك في قدمه أو يتعثر في خطاه ويقنعك أن ذلك لم يكن ليـصيبه لولا حسد فلان أو علان له وتأتيك الخمسات والخرزات من حيث لاتدري ولا تحتسب ونصيحتي للتعامل مع أبو لمعة _كما أحب أن أسميـه_ أن تتجاهله في كل أحواله لامعا كان أو محسودا .
والبعض الآخر يحاكي "القزم الرِمرام" في تصرفاته فتجده محبا للرمرمة عاشقا للتكنيز يحب مالا يملك وما يكاد يتملكه حتي ينصرف عنه إلي آخر مِلك لغيره ويفعل المستحيل حتي يقتنيه وهكذا يعيش في جوع دائم ،وشراهة مستمرة ، وسُـخط علي حاله ،وتمني ماعند غيره وهذا الرمرام مقتنع تمام الاقتناع أن الدنيا ماخلقت إلا لتعذبه وتحرمه مما يشاء ومهما حاولت أن تثبت له أنه يتمرغ في نعم لايعيرها اهتماما ولو فُقِدت منه لندم مابقي من عمره سيحاول جاهدا أن يثبت لك أن هذه النعم ماهي إلا مصادر كدر ونِقمة عليه فالأفضل لك أن تتجاهله أيضا .
أما فرقة القزم المسخ الذين حين يتحدثون إليك يثلجون صدرك بالرقيق من الكلام والعذب من الصفات ويمطرونك بالقبلات والبسمات وما إن ورِبت بظهرك عنهم حتي تنهال عليك اللعنات وتوصف بأقبح الصفات: هؤلاء وأشباههم انتقلو بصك رسمي مدفوع الأجر من خانة الأقزام إلي خانة المسوخ بيد أنهم مازالو متمسكين بقزامتهم وضآلة قدرهم. ولن تكون نصيحتي لك بتجاهلهم وإنما أن تعاملهم معاملة صرصور المنزل دون أن تكلف نفسك عناء شراء مبيد حشري .
ولك في مجموعات الأقزام وفصائلهم مالن تقوي علي حصره فيوم عن يوم يزدادون نموا وانتشارا بل وتهجينا بين نوع وآخر ليـخلق صنفا جديدا متأصلا في القزامة السائد مكسبها والراجحة كفتها .
فنداءا إلي من تبقي علي هذا الكوكب من بشر إلتحموا وتكاتفوا وتزاوجوا في مابينكم من البشريين المحتفظين بإنسانيتهم ولا تأخذنـﳲكم شفقة ولا رحمة بمن يحاول تقزيمكم أو يعاونكم علي التقزم.