بعد انهيار سد مأرب بأرض الكرام
هجرت القبائل باحثة عن الامان
فسلكت الدروب وتبعثرت كالغمام
وقطعت جرهم القفار وصحاري المنان
بعدما جذبت الارض و يبست العظام
ورحل السكان من المناذرة وأهل قحطان
فساقها طيران الغربان للماء والطعام
وكتب المولى قيام الأسس والبنيان
و بالوادي الخالي من الزرع يا كرام
ترك الخليل اهله وابنه امانه للمنان
فخافت هاجر و اندهشت بالتمام
فكانت الاجابة هي إرادة الرحمن
فاطمئن قلبها كليا وزال الغمام
وآوت الى ركن شديد برضوان
فمرت جرهم واستأذنت للبقاء في وئام
فنالت رضا هاجر زوج خليل الرحمن
تلك التي بقيت بأرض فلاة لأيام
بقرب بيت حرّمه خالق الاكوان
وسعت بين المقامين دون استسلام
حتى جاء الفرج من الوهاب بكل ايمان
فانفجرت زمزم عذبة بأرض الحرام
لتسقي البشر والشجر على مر الازمان
وكرامة من الله وشفاء للأسقام
وخيرا فائضا خالدا دون نقصان
فكبر اسماعيل بالقرب من اعظم مقام
وتعلم اللغة و الشهامة و فصاحة اللسان
وتزوج وأنجب وصار من الأرحام
و انفتق لسانه صادحا بلغه القران
خليل الرحمن وقف في وجه اهل الظلام
وأنقذ المولى زوجه من السلطان
والصلاة والسلام على خير الانام
خير ولد آدم ومعلم الإحسان.
محمد بن سنوسي
26-12-2021
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع