ماذا لو مات الموت؟! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماذا لو مات الموت؟!

  نشر في 15 يونيو 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

علياء خطاب

العنوان أعلاه قد يكون مثيرا للدهشة التي قال عنها أرسطو إنها هي التي دفعت الناس إلى التفلسف، أي التفكير والتساؤل النقدي، وربما تقبل غير الممكن، وسبر أغوار عوالم نفسية ذات بعد إنساني.

يدفعنا هذا العنوان لسؤال مجازي يصدح بالتمني ومفاده: ماذا لو تعطل الموت وتوقف عن حصد أرواحنا وأرواح أحبتنا؟ ماذا لو أن حياتنا لم يعد يرهبها شبح الموت والفناء؟

درب من الخيال ونسيج من الأحلام التي قال عنها شكسبير في مسرحية العاصفة: "نحن مصاغون من نفس نسيج الأحلام وحياتنا الضئيلة مكتشفة بحلم". ماذا لو تصورنا أن حياتنا استحالت إلى الخلود وعشنا تلك الفانتازيا الصاعقة؟

إذا كانت حياتنا أشبه ما تكون بشريط تراجيدي ومأساوي متقطع، يعصف بنا ويجعلنا نترنح بين فيض من المكابدة والمصائب والأفراح والأحزان، فإننا في مسار تلك الحياة نشهد موت الأحبة والأقرباء، موت آبائنا وأحبتنا وأصدقائنا وبالطبع سنكون شاهدين على موت أنفسنا، وهذه هي المكابدة الإنسانية الأعظم التي قد تسوقنا إلى تمني موت الموت، لعجزنا عن التكيف معه واستحالة الوقوف على مسافة آمنة من مكابدة لقائه، والانتصار على الخوف منه.

ماذا لو استيقظنا ذات صباح وقد علمنا بأن أحدا منا لن يتجرع كأس الموت ولن ينتقل إلى الطرف الآخر من الوجود. لا مسار اليوم لرحلة أبدية إلى عالم مجهول. اليوم لن يموت أحد، وبذلك تصبح الحياة استمرارا وصيرورة. اليوم سيتوقف الموت وسنضمن تواصلا مع جمال هذا الكون الساحر دون خوف من دواهي العدم ووحشة الوجود العابر.

اليوم يتحقق الحلم الدفين في أنفسنا بفكرة الخلود واللاعدم؛ اليوم لسنا بحاجة لفلسفة جاك ديريدا، التي تعلمنا كيف نموت وكيف نتحمل فكرة الوجود العرضي والتهديد الدائم بعوالم الموت الموحشة. اليوم لن يكون قذف الرعب في القلوب، بذكر نفق الموت وعزلة القبر، واجبا شرعيا وفرض عين على الصديق تذكيرا وعلى العدو تنفيرا، فلا مجال اليوم للاستغلال الأيدلوجي للخوف الأنطولوجي.

الموت اليوم لا وجود له بيننا، ومقولة "ربما أموت اليوم"، التي تفتح نافذة على الذات المسكونة بالخوف من المجهول ونذير هلع للهروب من مصير الفناء، لن تتردد ولو في اللاوعي.

نحن اليوم لن يربكنا الخوف الأعظم وعين الغموض الكوني، الذي يزحف إلى عقلنا الباطن ويبسط سلطانه المتوج بالرعب، ويجعلنا ننقلب من حال إلى حال، ويشيد بداخلنا دولة الضجر بسلطتها وقوانينها التي تصدر حكم الإعدام دون أن تستثني أحدا أو تميز أحدا.

اليوم لن يكون الموت هاجسا وجوديا يقض مضاجعنا ويسوقنا كرها إلى أدغال الرهبة والفزع، ولن يلاحقنا عند منعطفات حرجة.

اليوم ينحصر تأملنا على الحياة ولن يكون الموت ميدانا للتأمل، ولن يصبح الخوف منه سبيلا لمشاكل يومية من حروب ودسائس وأوبئة، وأنظمة استهلاك كاذبة، وتعليب للوهم، واستغلال للكرامة، واخترع أنظمة منافية للطبيعة التي عاش عليها الإنسان الأول.

اليوم وبغياب الموت لن تتسرب الفوضى والعدمية في أنساق حياتنا ووجودنا، ككابوس مرعب يتميز بطابع استمرار وديمومة لعذاب متواصل لا ينقطع إلا بزيارة الموت نفسه. اليوم لن نبالي بالموت بعد أن تشكلت لدينا إستراتيجية عقلية لاشعورية تسمح لنا بمتابعة الحياة الطبيعية دون خوف من موت أو وجل من فناء.

اليوم لن ينال الموت من الكيان الذي يدخل في الدائرة ثلاثية الأبعاد الممثلة في المكان والزمان والسببية. اليوم لن يتقاطع الموت مع حقيقة انطلاقة روحية في الكون في اتجاه حياة مطلقة، أشبه ما تكون انطلاقة في اتجاه الاتحاد مع "النرفانا"، غاية الغايات في الثقافة الهندية التليدة. اليوم لن يتحرر أحد من كل أشكال القهر الفيزيائي وعبوديته ولا مجال لحياة عقلية ذهنية خالصة. اليوم سيؤجل موعد قلقك وألمك من تصورك بأنك قد تحاسب وتضرم في الجحيم وتعذب عذابا لا يوصف. لن يباغتنا المخادع الكبير اليوم بالزيارة ولن يخطفنا وحياتنا دون مقدمات ولن يصفعنا بقوته الهائلة التي تفوق كل وصف وتحديد؛ لن يسقط اليوم القناع عن الفراغ الوجودي الذي يتملكنا ولن نكون بحاجة للمجازفة بالحياة من أجل أن نثبت للآخر ولذواتنا أننا لا نعيرها اهتماما وأننا نتعالى عليها.

اليوم لن ننصت إلى حقيقة الإنسان وحريته من منظور هيجل، المجتمعان في قدرته على النفي وقول "لا"... المطلق النافي عند هيجل سيتغيب اليوم ولن يتمكن الإنسان من البرهنة على حرية ذاته وقدرتها على تخطي المطلق لكل أشكال الإكراه بالموت؛ تجلي الحرية الأخير والأصيل سيغيب اليوم بغياب الموت.

كل ما سبق من شأنه أن يجعلنا سعداء مهللين لفكرة غياب الموت الذي هو شر محض كما نتصور، وستعمي لذة التفكير في الخلود والحضور الدائم أعيننا عن إدراك حقيقة أن غياب الموت هو غياب للحياة وللمستقبل وأن موت الموت يعني انهيار العالم وانهيار المقدسات والقيم. من دون الموت يختل نظام الحياة ويمحق أناس كثيرون. إن غاب عنا الموت سنشتهيه أكثر ما نشتهي الحياة نفسها.

في راويته الفلسفية الموجعة "انقطاعات الموت" يطرح الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو أسئلة لا حصر لها عن علاقتنا بالزمن، فنحن نموت دائمًا في النهاية، فماذا لو توقف الموت عن عمله؟ ما معنى الموت أصلًا؟ ولماذا نموت؟

في الرواية يتوقف الموت عن عمله ويصبح هو منتهى آمال الناس وغايتهم، فهل من الممكن أن نمتن لما نخاف منه؟ هل يمكن أن نذعن برضا بحتمية الموت؟ الرواية التي بدأت بجملة "في اليوم التالي لم يمت أحد"، تمثل ملحمة في مديح الموت والتهليل له.

الرواية رحلة شاقة في ديالكتيك الحياة والموت، الأعلى والأسفل، الجمال والقبح. في الرواية حس فكاهي وسخرية لاذعة تجعلك تبتسم لما يفرض عليك التجهم، وتضحك لما يفرض عليك البكاء أمام مفاجأة فانتازية صاعقة.

حين توهم المرء أن حلم الخلود قد أصبح حقيقة، تحول الأمر إلى جحيم، حيث ازدادت أعداد البشر الذين ليسوا بالأحياء وليسوا بالأموات من المعلقين على الأسرة في المستشفيات بلا عقاقير لشفائهم وبلا زيارة للموت تريحهم من عذاب المرض.

من خلال الرواية يبين جوزيه ساراماغو لقرائه أهمية الموت الذي به تستمر عجلة الحياة وبدونه تتلاشى الحياة وتنهار، وفي الرواية تظهر هشاشة المجتمعات البشرية وضعف القيم الإنسانية، فنحن نهتف لأحبابنا المعافين ولكن حين يشيخون ويمرضون نتمنى موتهم لأنهم صاروا عبئا علينا.

تبدأ الأحداث في يوم من أغرب الأيام التي مرت على البشرية قاطبة، ففي ذلك اليوم لم يمت أحد، أربع وعشرون ساعة دون أن تحدث حالة وفاة واحدة بمرض أو سقطة قاتلة أو حتى حالة انتحار. واستمر الوضع لعدة أيام متتالية وكأن الموت اختفى من البلاد وترك أرواح المتعبين والتعساء معلقة لا تتمنى سوى أن يعود الموت ويخلصها من عذابها.

وباختفاء الموت بدأ الهلع والاضطراب يسري في جميع أنحاء البلدة وعلت العناوين الرنانة والمرعبة صفحات الصحف اليومية، اهتزت الأجهزة المسئولة في الدولة أمام تلك الظاهرة الفريدة من نوعها، فكيف للدولة أن تحل المشاكل المترتبة على اختفاء الموت؟ كيف تتحمل كل تلك النفقات؟ المستشفيات الخاصة والحكومية فقد بدأت تكتظ بالمرضى بعد أن توقفت العملية الدوارة المعهودة لمرضى يشفون ومرضى يموتون، ازدادت أعداد المرضى أصحاب الأمراض والحوادث الخطيرة التي كان من المفترض أن تودي بحياتهم، بدأت المستشفيات تضع المرضى في الممرات، وبناء على هذه الحالة المزرية أصدرت الحكومة أوامرها بأن يتم نقل المرضى من هذا النوع إلى رعاية أسرهم بعد التأكد من انعدام الأمل في تحسنهم.

وبعد مرور عدة أشهر في تلك الأزمة جاء وقت السؤال الأكثر قسوة على الإطلاق: ماذا سيحدث للمسنين؟ فقد امتلأت دور المسنين عن آخرها وكادت تفيض، قررت الحكومة حل المشكلة عن طريق تصورات لبناء منشآت كبيرة يوضع فيها العجزة وكأنها مقابر للأحياء الذين لا يموتون، فأيامهم بلا نهاية.

كان وضع المرضى والعجزة المعلقة أرواحهم يفطر القلب فلا سبيل لخلاصهم سوى الموت، وهذا ما دفع أحد الأجداد الذي أعياه وضعه المؤلم أن يطلب من أهله أن ينقلوه خارج حدود البلاد ليلقى الموت الذي مازال عمله مستمرا فيها، كي تنال به الروح راحتها من ويلات الحياة التي لا نهاية لها ومن تبعات الشيخوخة والمرض.

يريد ساراماغو أن يبرهن من خلال أسطر الرواية على أن الموت هو جزء من الحياة وليس أمرا شاذا لابد أن نفزع منه، وبشكل مُبهر وحقيقي كشف ساراماغو عن تداعيات غياب الموت؛ يكفى فقط النظر إلى المرضى الذين لا أمل في شفائهم، حتى نؤمن بأن الموت ضروري.

ماذا لو لم يزر الموت مرضى الأوبئة كوباء كورونا وغيره وازدحمت المستشفيات وممراتها والبيوت والشوارع بالمرضى دون عقاقير وأجهزة طبية؟ ماذا لو انقطع الموت عن عمله وقد عشنا فترات طفولتنا وصبانا ودخلنا في مرحلة الشيخوخة وأصابنا العجز وأعيانا المرض والسأم؟ نحن لا نستطيع العيش دون الموت. لنتخيل أننا نعلم أننا سنعيش للأبد هل كنا سنشعر برغبة في العمل والتجربة والإنجاز والتواصل مع الآخرين؟ بالطبع كنا سنكون من أولئك الذين قال عنهم فيكتور فرانكل في كتابه الإنسان يبحث عن معني إنهم وبالرغم من امتلاكهم الكثير من وسائل الحياة إلا أنهم يفتقدون معنى يعيشون من أجله. إن رغبتنا في الاستمرار والخلود يمكن أن تتراجع وتنهار أمام السياق الذي يقر بأن كل شيء يبحث عن نهاية. إن وعينا بالموت يمكننا من التخطيط لحياة غنية لأنه يجعلنا نرى حياتنا رؤية كلية ويدفعنا للبحث عن الأجوبة الحقيقية. إن الوعي بالموت يرتبط بقدرتنا على تشكيل الهوية الشخصية المميزة لكل منا، ومن خلال قبول موتنا الشخصي نتمكن من تحديد نمط الهوية التي نريدها.

عندما نذكر الموت نقدر الحياة بشكل أكبر، وهذا هو مبدأ الندرة، وهو سهل وبسيط؛ إذ كلما قل شيء لدينا كلما زادت قيمته. وكلما تذكرنا أن الحياة قصيرة زادت قيمتها في نظرنا. وهو المعني الذي ساقه ابن سينا حين قال: "ليس المهم أن نعيش حياة طويلة، بل أن نعيش حياة عريضة".

يقول المفكر والسياسي الروسي نيكولاس بيردييف إن الموت هو الحقيقة الأعمق والأكثر دلالة على الحياة نفسها، لأنه يأخذ بالإنسان فوق ظواهر حياته اليومية السطحية. إنه الشيء الوحيد الذي يجعلنا نفكر في معنى الحياة ذاتها، والحياة نفسها لا معنى لها إلا في دلالة الموت عينه".

شاهدت فيلم The Fountainأكثر من مرة لأنه يقدم رؤية حالمةً مغايرة، تعيد الإنسان إلى حجمه وهشاشته دون أن تلغيه، وتقدّم الموت كجزء جميل ومميز من هذا الوجود لا تقوم الحياة إلا به، فلا وجود بلا فناء، ولا حياة بلا موت. والموت جزء من شجرة الحياة، فبطلت القصة (إيزي) التي ارتضت بالموت قالت لـحبيبها (تومي) إنَّها لم تعد خائفة بعد الآن من الموت وقصّت عليه قصة أخبرها بها مُرشد من قبائل المايا، وهي أنَّه عندما مات والده زرع فوق قبره بذرة شجرة، وبمرور الوقت نمت الشجرة لِيُصبح والده جزءًا منها، وعندما أكل طائر من ثمار الشجرة، طار والده مع الطائر في السماء، أو هكذا كان يظن المُرشد. كانت تخبره بهذه القصة؛ لأنَّها تُريده أن يتقبل موتها، كي يرضى هو الآخر ويؤمن بأن الموت ليس مرضا يمكن الشفاء منه.

في العام الفائت استرعى انتباهي خبر يشير إلى أن ثمة قانونا في واشنطن قد تمت الموافقة عليه يسمح بتحويل رفات الإنسان إلى سماد عضوي بشري وتربة خصبة تصلح لزراعة الأشجار. توقفت كثيرا عند هذا الخبر وقرأته من بعد إنساني حالم كالقصة التي روتها إيزي بطلة فيلم The Fountain وتخيلت أن الموتى بالفعل ممكن أن يكونوا مصدرا للحياة، وسمادا تثمر به أشجارا يقتات عليها الطير والبشر.

في الموت نكتشف تفاهة ما نأمل مقابل ما كنا نملكه، ونتحرر من الوجود الزائف الذي تحدث عنه الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر. هذا الوجود الذي لا يساءل نفسه حول قيمته ومعناه، وهو المنخرط في أرض التفاصيل اليومية دون أن يعلو بنظره لرؤية المشهد من زاوية مختلفة، من بين تلك الزوايا أن نرى ما قد نسيناه ونتصور فقدان الوجود لنعرف قيمة الحياة: حياتنا وحياة الآخرين. حين نخاف على وجودنا من الانفلات إلى طي العدم، نستيقظ من غفلتنا واغترابنا واندفاعنا بسذاجة نحو الحياة.

نحن نموت لأننا أحياء، والموت ليس عكس الحياة بل هو عكس الولادة. الحياة والموت صنوان لا يفترقان وهما متحدان كضفتي نهر تجري على مياهه تفاصيل حياتنا ونحن نترنح بين اليأس والرجاء، وكل إنسان له فلسفته وأفكاره ومعتقداته في كيفية قضاء تلك الرحلة بين ضفتي النهر، أي بين ضفتي الحياة والموت.


  • 4

   نشر في 15 يونيو 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

كنت أظن أنك حسمت مفهوماً للموت ،وبالإضطرار مفهوماًللحياةل..لكن مسيرتك في المقال جعلت التصور المسلم به ينازع الخرافة والأسطورة والوهم، و تركت القارئ يعاني إضطراب المفهوم الخالي من سكينة العقيدة،مقال رائع يدعو إلى نقد المسلمات الأكثر بديهية في نظرنا،شكراً
1
Abdou Abdelgawad منذ 3 سنة
أتشرف بدعوة حضرتك والأصدقاء لمقال حول الحياة وفلسفتها ولكن من زاوية اخرى بمقال" فلسفة الحياة فى القليل والكثير" على مدونتى روائع الفكر
https://rwaealfekr.blogspot.com/2018/02/blog-post_20.html
1
Fatma Alnoaimi منذ 3 سنة
* في الموت نكتشف تفاهة ما نأمل مقابل ما كنا نملكه*

مقال رائع عن فلسفة الموت والحياة حمل كثير من أمنياتنا خاصة وسط هذة الجائحة؛ ليت الموت يختفي لبعض الوقت أو إلى الأبد.
تحياتي لكِ.
2
أحسنت العرض والسرد والفكرة
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا