الحرية، لقد خلقنا الله و أعطانا الحرية المُطلقة فقد أعطانا الحرية حتى في عبادته أو الكفر به (والعياذ بالله).

الحرية هي أجمل شعور في العالم، فالإنسان الحر كالطائر الحر الذي يُحلق في السماء.

فالإنسان حر في ميولة السياسية و حر في أفكاره و آرائه، و حر في اختيار ملابسه و حر في اختيار طريقه، و حر في علاقته بربه. و لا يمكن أن يُحاسب الناس بعضهم البعض و لا يُمكن أن يؤدي أحدهم دور الإله و يقرر من سيدخل الجنة و من سيدخل النار بناءً على أفعال الآخرين.

فأنت حر إذا أرضت أن تشرب الخمر و لكن لست حراً أبداً في محاولة فرض رأيك على الآخرين، و من هنا يبدأ الصراع.

فبعض الناس يعتقدون أن الحرية ليس لها حدود و أنها تُبيح كل الأمور، و لكن لا يفهم البشر أن كل إنسان حر بشرط ألا يأذي أحدهم بحريته.

فمقولة "أنت حر ما لم تضر" لم تكن مقولة عبثية، فهي مقولة ذات هدف. فحريتك لا يجب أن تتخطى حدودي أو تأذيني سواء أكان أذى معنوي أو مادي.

فتخيل عزيزي الإنسان إذا اختفت الحدود بين البلاد في يوم ما، تخيل إذا أصبح مباح لكل البشر الدخول و الخروج من و إلي البلاد دون قيود. سيصبح العالم همجي أشبه بالغابة التي لا يحكمها سوى قانون الطبيعة!

هكذا سيكون الحال إذا اختفت الحدود بين البشر و إذا أصبحت الحرية دون حدود؛ سيتحول المجتمع إلي مجتمع همجي لن يستطيع أن يُسيطر عليه أحد.

فيجب على كل إنسان أن يعرف حدوده و حدود غيره من البشر و لا يعتدي عليها.

يحب على كل إنسان أن يدرك ما هو في صالح المجتمع و صالح الدين و الأخلاقيات العامة قبل أن يظهر ما في باله من أفكار قد تهدم المجتمع.

لا يجب علينا أن نقبل أي فكرة جديدة في طريقنا لمجرد أن نثبت لأنفسنا أننا نؤمن بالحرية، فالحرية مسئولية. الحرية هي مسئوليتي و مسئوليتك عزيزي القارئ و مسئولية كل البشر.

فيا بني البشر لا تكسروا حواجزكم و لا تلغوا الحدود بينكم كي لا تغتصبوا حق بعضكم البعض، فأنتم أحرار و لكن نهاية حدود حريتكم تكون عند بداية حدود حياتي الشخصية و العكس صحيح.