لوحظ في الفترة الأخيرة تناقص أعداد الضفادع؛ فثلثها مهدد بالانقراض، بالإضافة إلى أنه حوالي ١٠٠ نوع منها اختفى بالفعل. هل سمعت نقيق الضفادع تنادي ليلًا؟ كانت هذه الأصوات مستمرة لملايين السنين، ولكن الآن من النادر أن تسمعها. ورغم هذا كله لا يزال هناك أمل.
ما رأيك لأن نتعرف أولًا على أهمية وجودها؟ فهي جزء مهم جدًا في الشبكة الغذائية بأكلها الذباب والبعوض، مما يؤدي إلى حمايتنا من الحمى والملاريا وغيرهما من الأمراض، كما تأكل الطحالب فتبقى الممرات الصغيرة نظيفة، ناهيك عن أنها مصدر هام لغذاء الطيور والأسماك وبعض القردة. يكفي أن تعرف أنه في مجال الطب فقط، أكثر من ١٠٪ من جوائز نوبل حصل عليها علماء اعتمدت أبحاثهم على البرمئيات.
ولكن بالرغم من ذلك نتنافس معها دائمًا على الموطن ببناء المنازل فوق موطنها، وبقطع الغابات، حيث يزيد خطر انقراض الضفادع مع ازدياد الإنسان. فوجودنا أيضًا يسهل أنتشار الأمراض المعدية بنقلهم لمئة مليون برمائية حول العالم في العام الواحد حيث نستعملها كطعام أو طعم في المعامل، ومن هذه الأمراض ال (Chytridiomycosis) الذي أدى لانقراض العديد من البرمئيات في أفريقيا وأوروبا وأستراليا تحديدًا. هذا كله بالإضافة إلى المبيدات الحشرية التي نرشها، والتي تمتص بسهولة من خلاص جلد البرمئيات مما تسبب لها تشوهات كثيرة في النمو.
للبرمئيات أهميات عديدة، أنا لم أذكر منها الكثير، فمثلًا بعض الببتيدات المضادة للميكروبات في جلد الضفادع تقضي على الايدز وتستعمل كمسكنات الألم. ليس فقط، بل العديد من الاكتشافات تنتظرنا إذا استطعنا الحفاظ على الضفادع.
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.