أسوة بيوم السياحة العالمي ويوم السياحة العربي ، فقد أعلنت وزارة السياحة والآثار في المملكة الأردنية الهاشمية مؤخراً تحديد يوم الثاني عشر من أيار لأن يكون مناسبة للإحتفاء كل عام ب"يوم السياحة الأردني". في خطوة ذات أبعاد ايجابية ، حيث يعاني قطاع السياحة في السنوات الأخيرة من ركود بسبب الظروف والأوضاع المتردية الراهنة التي تمر فيها المنطقة بشكل عام والتي كان لها تأثير سلبي على النشاط السياحي في بلد تعتبر فيه السياحة ركيزة أساسية في اقتصادة ودخله القومي.

وبعيداً عن الجانب الاقتصادي ، فالسياحة تعتبر قطاعاً مهماً وجانباً رئيسياً في حياة المجتمعات من الناحية الترفيهية والثقافية ، والتركيز على هذا الجانب بالشراكة مع قطاع التربية والتعليم وقطاعات مجتمعية أخرى سوف تعزز مفهوم السياحة عند أفراد المجتمع وأهميتها ، وبالتالي سوف تنعكس ايجابياً كثقافة وسلوك مجتمعي .

تخصيص "يوم السياحة الأردني" في ١٢ من أيار  للإحتفاء به مرة كل عام له أبعاد ايجابية في الثقافة والتربية السياحية بين أفراد المجتمع والتعامل مع هذا الجانب بمهارات سلوكية وخلق أدوات جديدة لتفعيل دور الأفراد وتمكينهم من تعزيز قدراتهم في الاسهام بهذا الجانب للإنتقال إلى المرحلة الأخرى والأهم وهي ما يتعلق ب"صناعة السياحة". وتأتي هذه المناسبة قبيل التحضير لليوم العالمي للمتاحف في 18/أيار، وبحسب مجلس المتاحف العالمي (ICOM) فقد أختير الشعار لهذا العام "المتاحف والمناطق الثقافية" وهو ما يؤكد صلة المتاحف بالمواقع الثقافية والتاريخية ورسالة إلى المسؤولين بالمتاحف على ضرورة الإهتمام بالمواقع الثقافية المفتوحة وما يعرض فيها من مواد ثقافية متنوعة داخل أو خارج جدران المتاحف.   

 بالشراكة مع قطاع التربية والتعليم الذي يشكل نسبة كبيرة من عدد السكان في الأردن، فإن مشاركة الطلاب بتنظيم الأنشطة المدرسية المختلفة كالزيارات الميدانية الترفيهية وورشات العمل والمصنوعات البسيطة ، وطباعة المطويات والبوسترات والصور، وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار في المواقع التاريخية والحضارية ، يكسب الطلاب التربية والثقافة السياحية لفهم قيمة هذه المعالم وصونها والمحافظة عليها ويعلمهم مهارات سلوكية في التعامل مع الزوار من العرب والأجانب من خلال الإنخراط والمشاركة ميدانياً. 

كما أن استحداث دروس خاصة بالتربية السياحية للصفوف المتقدمة تنمي لديهم الوعي والحس السياحي وتشجع الطلبة في دراسة فرع الفندقة أو السياحة كعلم أصبح له أهميته في حياة الأفراد والمجتمعات ، والانخراط في هذا القطاع الكبير يوفر فرص العمل المختلفة والمتنوعة ، وفي كل البيئات والمناطق الجغرافية المنتشرة في ربوع هذا الوطن الغني والمتنوع بمواقعة ومعالمه وبيئاته الثقافية وأجوائه المعتدلة.

إن تعزيز مفهوم السياحة كثقافة وسلوك يكون من خلال التركيز على النشاطات التي تنظمها الوزارات والمؤسسات الحكومية والشعبية  واطلاق المبادرات والأنشطة وانخراط أفراد المجتمع بالمشاركة لتعزيز هذا الجانب والاستفادة منه في مجالات مختلفة تنعكس ايجابياً في "السياحة المستدامة" من أجل جعل صناعة السياحة ضمن التنمية المستدامة لها تأثيرات إيجابية تخدم التنمية المحلية دون التأثير على البيئة والمجتمع والاقتصاد ، من خلال عملية تطوير الذات وتبني المشاريع التجارية الصغيرة في البيئات والمواقع السياحية التي يقوم بها أفراد المجتمع المحلي.

يعتبر الأردن واحداً من البلدان المتميزة بموقعه الجغرافي وتنوع بيئاته التي تضم معالم طبيعية وثقافية تؤهله لأن يتبوأ مكانة رفيعة على الخارطة السياحية المحلية والعالمية ، فهذه البتراء المدينة الوردية المنحوتة بالصخر من عجائب الدنيا، والبحر الميت الواقع في أخفض نقطة بالعالم ، ورمال وادي رم  الساحرة "وادي القمر" ، وغاباته الطبيعية وقلاعه الشامخة فوق المرتفعات وقصورة الصحراوية المنتشرة في البادية.والأهم من هذا وذاك هو المواطن الأردني الذي بتميز بالمواطنة الصالحة.

هذا التنوع الطبيعي والثقافي يعمل على تنويع السياحات وفقاً لاهتمامات الزائرين الأفراد أو الجماعات في نوعية السياحة ترفيهية أو سياحة ثقافية أو سياحة دينية أو سياحة علاجية أو سياحة التسوق أو سياحة المؤتمرات أو سياحة المغامرات أو سياحة المعارض وغيرها الكثير..