( فكر- وأنسان ) .. وبحر هادىء بلون السماء..في مدينة العلم والنور

كان بحرا منفردا ، متميزا بحنانه وطيب الجلوس على شطئانه .

لايشوبه موج غاضب ، ولا يشوه نظافة شطئانه أنسان .. يوجد لافتة

مكتوب عليها ( الحذر من أقتراب جهالة فكرك يا أنسان ..والويل لك من غضبي

من أفعال منك تؤدي بك الى الحرمان ) ..

فكان لا يقترب منه سوى ،, العلماء ..وذوي الفكر العميق .. الهادئون ، والذين يؤمنون

بأن النظافة الخلقية كالنظافة الشخصية ..كالفكر الخام , .. وأن أقترب منه الجاهلون

وأصحاب النفوس التي في أهوائهم ضائعون .. هاج وغضب عليهم البحر ..وحفر بموجه

على شطئانه _ أشباه أنسان - ..

وأنتشر الخبر عن هذا البحر .. وبات أغلبية الناس يحاولون زيارة مدينة العلم والنور ..

لعلهم في البحر ينعمون .

ولكن .. أغلبهم بائووا بالفشل . وكانوا من نصيب أفعالهم عدم ..

فأحتارت العقول ..وتاهت بين كان ويكون ( الظنون ).

ووصل الخبر الى الفكر العنيد .. وصاحبه ذوو الخلق الرفيع ..

فأتفقا على زيارة مدينة العلم التي دوما ما يكونا مواظبان فيها ..بمختلف أرجائها

وبتنوع شمولها ..

وحزما أمتعتهما من أفكار وحقائق ..يتبعهما الفضول الى ذاك البحر الذي أشتهر عند

العقول البشرية ، ولم يستطع التمتع فيه أنسان ..!!

ووصلا الى ذاك البحر الذي جذبهما لمعانه ، شموخه ... وعمقه ..بعد أتفاقهما على الحوار أمام البحر ..كي يسمعهما .. ويعرف قيمة شخصهما ..

وجلسا على ضفة البحر العالم يحاولان النهل من كرمه ،.لعله يغدقهما عطاء،

ينعمان بلذة المذاق اللذيذ من شهد التجدد والمعرفة بأستمرار ..فقد قيل لهم أن البحر

أن أعجبتماه ( تكلم ) ..

ورواكما من مياه عذوبته ..

فبدأ الفكر ..يسأل صاحبه الأنسان

ماهو الأنسان المسخ ؟!

أجابه : هو ذاك الذي يقال له شبه أنسان ..

وينطبق عليه ..شبه فكر ، وشبه فعل ، وشبه كيان ..

فقال له : لم أفهم .؟.

فأجاب ..:  مارأيك ..بالذي يسمع عن عواقب الظلم ..فيظلم ..

والذي يتعايش مع معاناة الفقراء ..وبأول فرصة يستغلهم ..

ودور العلم المكتظة بالدارسين الجهالا ...

فقطع حديثه قائلا : أهناك دارسوا علم جهالا ؟؟!

ليجيبه ..من يتقن النظري في الحصول على أعلى الدرجات متنازلا

عن الفعل العلمي الذي يرتقي بالذات ..هو بأصله جاهل ..

فهز رأسه الفكر منحنيا لواقع أليم ..

فأكمل له صاحبه قائلا :-

وعندما يدعوا النظافة ،والصدق .. وأفعالهم تأكد أنهم  في أسفل سافلين ..

أما الذين ..دوما في شعاراتهم مناضلين ..

ينتقدون قلة الحياء ,, ويبكون ضياع الأدب ،وقلة الدين ..وعندما تبحث في عمق الأمور ..

تجدهم أسياد الفجور ..!!

هاج البحر وغضب .. صارخا

أنت أيها الفكر لاتجب ...

فما قال صديقك أمره عجب ...

وفعلا الأغلب في أدعائهم وخطبهم وشعارتهم تظن أنهم من الصالحون

وفي أعماقهم تجدهم كأبي لهب ..!!

عجبا لكم أيها البشر ..

دوما كثيركم يدعي النقاء

ويرتضي بين الناس الأدب ..

وفي صميم قلبه يخفي قلبا مسخا في حقيقته عدم ..!

..صمت الفكر ..

وبكى الأنسان .,.,

وقال البحر ..فلتنعما على شطئآني ... ولأرقد بسلآم ..

حرفي يبكيك أنسان ..