الأواصر الإرتباطية بنصوص الشاعرة زمرد السومري

كتابة - صدام غازي محسن

------------------------------------------------

يقول هربرت ريد* ( محاولة لخلق اشكال ممتعة ... تشيع أحساسا بالجمال , وأحساسنا بالجمال يشيع حينما نكون قادرين على أن نتذوق الوحدة والتناغم بين مجموعة العلاقات الشكلية من بين الأشياء التي تدركها حواسنا ) .

ومن هنا ندخل الى نص الشاعرة الذي يبتدأ بعنوان من كلمة تفتح أفقا جديدا للتخيل عما يحتويه النص ( تكهنات ) تأخذ القارئ الى أن يتساءل عما يدور حوله النص , وفي النزول نحو النص الذي أتى من عدة ومضات والتي ترتبط بعضها مع البعض الآخر بماهيات مشتركة وبأواصر تربط مع بعضها كأنها تكملة لما يقال فمثلا بالومضة الأولى تتناول الشاعرة

1-

( قلبي ماكث بين شظايا الحطب وفأس الحطاب

اشعر بأني أنهيت كل الفرص )

هنا خالفت كل التوقعات حيث الفأس والحطب حيث القلب يمكث بين شظايا الحطب وتجاوزت اللحظة الفعلية أي لم تقل ان فأسك حطم القلب بل أنه مكث بين شظايا الحطب الذي أوغل فيه فأسك وتمتد الومضة لتكمل أشعر بأني أنهيت كل الفرص أي أنه الختام ما بعد عمل الفأس , وتربط الومضة الأولى بالثاني حيث يكون الربط

سوسيولوجيا من حيث بنية الومضة الأولى بالثانية بمختلف أنماط التفاعلات وأشكال العشرة كأن بين الومضة الأولى والثانية صلة قرابة حيث تقول

2-

ساقطع تذكرة للعبور إلى أزقة أفكارك

الشقاء أن تاتيني لتتلو علي ايات الم نشرح ...

وصوتك يصدح بتبت يدا...

حيث استخدمت الآية الكريمة ووضفتها بدون المس بالذات الألهي وربطتها مع الومضة الأولى من حيث أن الآية الكريمة كانت تشرح عن الحطب ومن هنا نستنتج أن مخيلة الشاعرة خصبة ومتقنة بربط الأواصر بل تعدتها الى رسم أكثر من صورة في هذه الومضة حين تقول ( ساقطع تذكرة للعبور إلى أزقة أفكارك ) هذه العبارة تستدل الى العمق الذي تود أن تغوص فيه في مخيلة الحبيب لتعرف أصغر جزيئيات الأفكار التي يفكر بها - ومن ثم تتابع ( الشقاء أن تاتيني لتتلو علي ايات الم نشرح ) وهنا وضفت الآية الكريم بلسان الحبيب الذي يطمئنها بالكف عن القلق والوسوسة معاتبة أنه هو من زرع هذا القلق والوسواس وهو من يلقي عليها الآية من أجل التطمين ومن ثم تستمر الى ما قلنا بداية حديثنا عن الومضة الثانية وربطها بالومضة الأولى سوسيولوجيا .

وعند أنتقالنا الى الومضة الثالثة تقول الشاعرة فيها

3-

( التقيت أشباهي التسع والثلاثون

فاقروا بأنك لا تشبه احدهم

لا تصهل خيولك الا في سباق خاسر )

وهنا استخدمت الشاعرة مصطلح الإجمال وهو إيراد الكلام على وجه يحتمل أموراً متعددة فحين تخبرنا عن أنها ( التقيت أشباهي التسع والثلاثون ) هنا يحتمل الرقم عدة تفاسير كالأيام ربما أو الوجوه أو السنين وهو ما يصح آخر الأمر فتجيب هي وتؤكد أن كل من ما التقت من الأوجه أو السنين أقروا لها بأنك لا تشبه أحدهم وهنا أتى الإسقاط بين الشبه الذي في سنينها وبين عدم الشبه منه أي أنها تأول الشبه بالأختلاف .

هذا بعض من نصوص الشاعرة زمرد تناولتها بشكل مبسط حيث يكون الابداع والخلق والجمالية ممتزجا بالإشارة أي اللفظ القليل على المعاني الكثيرة باللمحة الدالة وحيث الحبكة والحياكة التي تمتزج بها عدة الوان تشكل المادة المحيوكة فحين التمعن جيدا بنصوص الشاعرة ستأخذنا الى مصطلح الاحتراس وهو أن يأتي في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه .

وربما يأخذ القارئ أنها أتت من ناحية الذم لكن العكس هو المقصود بان ما أتى لا يشبه كل من مر ولا يشبه أحدا مر بتلك السنين وفي الختام نرى الأواصر الإرتباطية وعلاقة كل ومضة بالومضة السابقة .

وفي الختام أتمنى للشاعرة الموفقية في كل نصوصها والابداع المستمر .

المصادر

السير هربرت إدوارد ريد ، دسو ، ماك ( / r iː d / ؛ 4 ديسمبر 1893 - 12 يونيو 1968) كان مؤرخا فنيا في اللغة الإنجليزية وشاعرا وناقدا أدبيا وفيلسوفا اشتهر بالعديد من الكتب عن الفن والتي تضمنت مجلدات مؤثرة على دور الفن في التعليم. ويكيبيديا

==================================================== كتابة - صدام غازي محسن