المصلحة الصهيونية في أتون الفتنة العربية الإسلامية
بقلم / محمد نبيل العلمي
نشر في 05 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا ينكر أي عاقل أن التنظيمات الإسلامية الحالية،انبثقت من رحم الواقع الإسلامي منذ أمد بعيد لأسباب سياسية أو دينية أو اجتماعية مختلفة،وقد اقتصرت في بداية نشأتها على الأسلوب السلمي الهادن،وكان بعضها في تواطؤ خفي مع الحكام العرب والمسلمين الطغاة المستبدين في المشرق والمغرب العربي،تتملق إليهم بالحق والباطل،وتساندهم في قهر الشعوب واضطهادها،ومصادرة حريتها وحقها في العيش الكريم.
ولما تمت الإطاحة بهؤلاء القادة المتغطرسين،وخلعهم من كراسيهم ومقاليد حكمهم الجائر،كشرت هذه الجبانة عن أنيابها ورفعت السلاح لقتل الأبرياء،وإثارة الفتنة والدمار في الأرض العربية الإسلامية الطاهرة،ونسف المكاسب السياسية الشعبية المترقبة عن انتفاضات الربيع العربي المسالم،في سياق إيهام الرأي العام ،بأن الحكام الجبابرة الظالمين المبعدين عن منصة الحكم والقيادة كانوا يديرون أمور بلدانهم بإحكام،ولهم الفضل في استقرارها ونكوص شعوبها للخضوع والاستسلام والتبعية.
وقس على ذلك تنظيم داعش في العراق ومنطقة شمال إفريقيا،حيث كان إلى عهد قريب يساند السياسة الديكتاتورية القامعة لإرادة المواطنين وانعتاقهم،وهو اليوم منخرط في الإبادة الجماعية وإحراق الأحياء،وانتهاك الأعراض والتنكيل بالأبرياء وإرهابهم،وكأن المسلمين في الوقت الراهن لا تكفيهم محنة مظالم الإقصاء والفقر والجوع وويلات الاستعمار الجديد،بل يلح هذا التنظيم الداعشي المتطرف على تعميق أزماتهم في كل المجالات،وتوسيع دائرة خلافاتهم وانشقاقاتهم،وتراجع إمكانية التضامن والتعاون بينهم.
وبديهي أن يبارك الكيان الصهيوني ممارسات هذه الجماعة العدوانية المتخفية خلف قناع الإسلام البريء منها،ويستحث أعمالها الجائرة التخريبية بكل الطرق الممكنة،ما دامت لا تشكل أي خطر عليه،بل إنه يحركها مثل البيدق على رقعة الشطرنج في اتجاه تأجيج تقارع المسلمين وتناحرهم،وتدمير عمرانهم إلى أبعد حدود مُتعته السادية،وظفره بمساحة واسعة للمزيد من الضغط السياسي على فلسطين المحتلة،وقهر أبنائها الصامدين،علاوة على النيل من قدسية الإسلام وتنفير المتعاطفين معه من اعتناقه.