تذهب الأم إلى الطبيب المتابع لحالة حملها, لكي تجري سونار تتعرف فيه على جنسية مولودها, برفقة زوجها, ليطلعها الطبيب, بأن ما تحمله في أحشائها هى أنثى, يطلق الأب ساهما محاولا إخفاء ملامح وجه التي بدى عليها شئ من عدم الإرتياح, لكون المخلوق القادم من جنس لا يفضله.
يزداد الوضع سوءا إذا كانت هذه المرة ليست الأولى التي تحمل فيها الأم نفس الجنس الغير مفضل لزوجها, فما بالك وإن كل محاولاته للحصول على ذكر تبوء بالفشل, مما يدفعه لإطلاق سخطه على زوجته لعجزها عن الإتيان بالولد.
تأتي الأنثى لهذا العالم وفي الأغلب وجودها كان غير مرغوب فيه, أو على الأقل كان الأفضل أن يتم استبداها بجنس آخر, يحمل اسم والده, ويأخذ عزاه عند وفاته.
أعتقد أن أغلب المشاكل النفسية والمجتمعية التي يعشيها المجتمع المصري بل العربي, تأتي من بداية التربية والبيئة التي يحيى فيها الأبناء, فالبنت تعيش في خدمة أخيها الذكر, الذي لا يصح أن يفعل أي شئ في المنزل, حتى طعامه لا يجوز أن يقوم من مجلسه ليضع طعامه في إناء فقط, فأخته أولى بفعل مثل هذه الأشياء.
الأم والأب لا يلومه لفعل ذلك, فهو راجل وأنت أنثى, "هل جننتي؟ هل تريدي أخاكي أن يدخل المطبخ؟ وأنت ماذا تفعلي في دينتك", بل الأكثر من ذلك فالأنثى كل شئ محرومة من فعله حتى تحين لحظة زواجها, ولا يجوز لها الإعنتاء بنفسها إلا عندما تذهب لبيت زوجها.
تخرج الأنثى مشوهة, غير واثقة في نفسها, لا ترى كم هى جميلة, بل لا تعرف قيمة نفسها.
إذا كنت ما تعاني مما سبق ههذا الكلام موجه إليكي تحديدا, احبي نفسك فأنت جميلة, مهمتك العظيمة في هذه الحياة أن تكوني سعيدة, لا لكي تصطادي أحسن عريس, ثقي في نفسك فأنت قوية وقادرة على فعل كل ما ترغبيه فقط إن أردتي ذلك.
فمن تستطيع إحتمال كل هذه الأمراض النفسية التي تحيطها في هذه المجتمعات المريضة, وتظل تعافر لتجد مكانا لها, هى بالطبع قوية, من تحتمل آلام الحمل والولادة ومشاكل التربية, وتقود منزلها وسط شبه غياب لدور الأب, فهى عظيمة.
احبي نفسك حتى لو وزنك غير راضية عنه, أو ملامحك تتمني أن تكون أصغر من ذلك, أعطي روحك مزيدا من الثقة والحب والسلام.. فهى بلا شك تستحق الأفضل.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم