في صيفٍ من أحد الأعوام، أتيتُ للحياة ولا أذكر شيئًا من ذلك اليوم سوى ما أخبرتني به أمي، وعن فرحتها الجامحة برؤيتي وصدمة الأطباء بمراحل ولادتي العجيبة.
أنا المفضلة والمدللة لوالدتي وكلي أعود لها، أما والدي فورِثتُ عنادي وجماحتي في الحياة منه.
لم أكُن يومًا ممن يتقبلون المنتقدين، فدائمًا ما فضّلتُ أن أمشي على هواي، لأنني دومًا ملكتُ أفكاري ومعتقداتي الخاصة. أنا كيانٌ مستقلٌ، ولا تتغير نظرتي للأمور إلا بأسباب مقنعة. كم أحب الاستماع لآراء الآخرين حتى لو لم أقتنع بها، ففي النهاية، لكل شخص تفكيره المستقل، ولكل منهم حرية التعبير عن رأيه بدون أن يحاول أحدٌ أن يغيّره، وواجبٌ علينا كمستمعين احترامها.
ولدنا كاملين، والكمال لله هو خلقنا في أحسن تقويم، وهذا دليلٌ على الكمال. عيوبُنا ومحاسنُنا طرفان يكملان بعضهما، فمن نحن بلا عيوبنا؟
ومن نحن بلا محاسننا! من أرادنا، هانحن بكامل صفاتنا، ومن يُبغض تقبّلنا ويريد تغييرنا بناءً على هواه، فما نحن لراغبين او بحاجة له. فالحياة لا تقف عند أحدٍ.
لا أحد يُجبَر على التعرّف علينا، ولكننا مجبرون على التعرّف على أنفسنا لكي نعرف ما نريد وكيف نريد، ونضع لأنفسنا معايير لأصدقائنا أو حتى لشركاء حياتنا علينا ان نحب نفسنا قبل ان ننتظر من الناس ان تحبنا,
دائما ما قابلت اناس اخبروني انهم يحبون انفسهم وانهم يقدرون انفسهم ولكن اكتشفت انهم العكس تماما! هل نحن نستوعب معنى ان نحب انفسنا بشكل سليم؟ التعرف على ذاتك يعني ان تتكلم وتتعرف على نفسك كانك شخص اخر كانك شخص خارجي ان تنظر لنفسك بالمرآة كل يوم وترى ان هذا الشخص اجمل شخص وجد على وجه الارض ان تقتنع بكل ماتملك وهذا لايعني ان لاتطمح بالمزيد. وبالفعل الموضوع ليس بهذه السهولة والانسان لا يجد نفسه بيوم وليلة.
كل موقف نعيشه بحياتنا سواء حزين او سعيد يترك اثر بداخلنا ولكن نحن ك بشر نتعلق بالذكريات السيئة اكثر! عقلنا مبرمج على تذكر السلبيات اكثر من الايجابيات وكل هذه العقد الموجودة فينا ماهي الا ذكريات او قصص عشناها منذ ولادتنا وسنعيشها حتى مماتنا..
ارى نفسي بوضوح بكل عيوبي ومحاسني واجتهد في تطوير ذاتي وها انا اليوم عشت اياماً لاتعد ولاتحصى ولازال الدرب غير واضح امامي عسى ان طريقي لايجاد ذاتي وتحرير نفسي من العقد يكون كافياً.
نحن نولد ك صفحة بيضاء ويأتي العالم لينقش عليها مايشاء ومن ثم نصبح معيارٌ لكل شيء
وتكمن المأساة الحقيقية بشعور الانسان بكونه الضحية وما هو الا بضحية نفسه وعقله الصغير محدود التفكير الذي يريد ان يتخلص من الاغراءات وبنفس الوقت يريد البقاء على اتصال مستمر بها
تناقض وراء تناقض وراء تناقض
نتلقى علمً صحيحاً وحولنا متاح كل الوسائل التي تدلنا على الحقيقة لكن تكمن المعضلة في انفسنا. ف كم منا يعيش بلا رأيي ويمشي بهواء من حوله كانهم يعيشون حياته اكثر منه!
نحن عبيد لما نعرف واعداء لما نجهل
نحن لاندمر فقط انفسنا بل ندمر ماهو حولنا والعجيب في الامر اننا نستمتع بالمعاناة فنحن نتعلق بامور نعلم اننا لانستطيع الحصول عليها وباشخاص نعلم اشد العلم انهم لايناسبوننا نتعلق ب احتمالات وليس بواقع,
نضيع وقتنا على سفاسف الامور كأن الوقت لا يمضي كانه عالق امامنا ومعنا الوقت كله وبالحقيقة مانحن الا بعائدين الى الارض ومانحن الا ببشر خلقنا الله لغاية وعودتنا اليه قريبة.
-
Raneem Alhassounإذا قلت الحق فلا تهتم لمن يرميك بالباطل.