في رائعة جورج أورويل مزرعة الحيوان
نظرة على الثورة التي كانت حلم فأضحت كابوس ..
نشر في 09 غشت 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قبل مدة من الزمن كنت قد قرأت أسطورة أورويل “1984” و اليوم انتهيت من رائعته " مزرعة الحيوان "، ولا أستطيع أن اصف لكم كيف كان التجول في عقل جورج مُمتعاً ، كاتب كلما قرأت له أعجبت به و أحببته أكثر في هذا المقال مراجعة لهاته الرواية و قراءة بسيطة فيها عن كيف يبدأ كل شيء وينتهي و كيف يتحكم الطاغي في الشعب، وكيف يخدعهم بالحنكة و يحول أحلامهم إلى كوابيس ...
أورويل فى مزرعة الحيوان يجرى حكايةً ساخرة ممتعة على ألسنة الحيوانات حيث ترمز إلى قصة الثورة الروسية وخداعها للفرد تحت حكم ستالين، حيث انتهت الثورة التى قامت من أجل العدالة الاجتماعية و تحولت إلى النقيض تماما فالثورة التي بدأت بحلم أضحت كابوسا
تبدأ الرواية باجتماع لحيوانات المزرعة بقيادة " موجير" اكبر الخنازير سنا ليناقش معهم فكرة الثورة على مستر “جونز” صاحب المزرعة المستبد الذي يقسوا عليهم و يسرد عليهم الحلم الذي راوده
تبدأ الثورة وتنتهي بطرد مستر “جونز” واحتلال الحيوانات للمزرعة وبدأ الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وتطبيق العدالة بينهم , فتصدر الوصايا السبعة التي تحفظ لكل حيوان حقه , وتمنع اعتداء حيوان على الآخر فكل الحيوانات سواسية.
يحدث خلاف بين رفقاء الثورة ينتج عن سيطرة ومن هنا يبدأ تزييف الواقع , ونسب كل الأخطاء للطرف المطرود
تبدأ الأحوال بالتدهور ولكن التطبيل للحاكم يتواصل و يتواصل معه تزييف الماضي وإقناع الناس أنهم في حال أفضل من ذي قبل بكثير، فى نفس الوقت يستمر تغيير الوصايا السبعة بما يلائم راحة الحاكم وبعد أن كان الحيوانات تكره الإنسان وترى فيه ماضيا من الاستبداد والقسوة أصبح الحزب الحاكم الجديد الممثل في الخنازير يتشبه بالإنسان وتغيرت جملة :
كل الحيوانات سواسية إلى " كل الحيوانات سواسية ولكن بعضهم أكثر مساواة من البعض الآخر"
يأتي مشهد النهاية ليدمـر كل معاني الثورة لدى الحيوانات العاملة فترى الحيوانات الخنازير والإنسان على طاولة واحدة وهم يلعبون الورق ويحتسون الخمر ، يتشاجر الخنازير والبشر بسبب غشهم فى لعبة الورق ويبدأون الشجار والحيوانات تراقبهم وهى لا تعرف أيهم أسوء من الآخر.
للرواية بعد سياسي كبير جدا ، تتحدث عن عصر جوزيف ستالين ما سبقه وما تلاه ، فمزرعة الحيوان هي الاتحاد السوفياتي و أفكار العجوز موجير هي أفكار كارل ماركس و ثورة الحيوانات هي الثورة البلشفية ، يصعد ستالين للحكم الذي يمثله الخنزير نابليون بدأ بالتخلص من رفاق و يدفع بالناس اتجاه معسكرات العمل الاجبارى ليموت بها الملايين من الجوع والبرد القارس حتى أصبح الاتحاد السوفياتى قوة عظمى
أصبح الثوار على الفساد هم أنفسهم الفاسدون ...
بل كانوا أكثر فسادا من الأنظمة التي ثاروا عليها !!
لا أريد الاطالة كثيرا فقد عمدت في مقالي على استدراجك بكل ما أمكنني لقراءة رواية أقل ما يقال عنها أنها مرجعية فهي تصور حال الثورات تصويرا دقيقا ...
-
عبد الفتاحتائه بين حُلم و أمنية | أقرأ الكثير من الكتب | أكتب في موقع Bein Sports | أتوق لشيء إستثنائي لا يشبه الأشياء حولي
التعليقات
جد رائعة هذه الرواية قرأتها في السنة الماضية ، في الاغلب الروايات القديمة مثل روايات تشيخوف وتولستوي تحمل رسائل لكن لا يكتشفها سوا القارئ المتعمق في قراءته ، ولكن في ظاهرها هي رواية لا أكثر ولا أقل ،فقط من يعيد قراءة الرواية بعمق ويقرأ عن حياة الكاتب سيتمكن من قراءة جميع الأبعاد سواء أكانت اقتصادية ، دينية ، سياسية ،،،الخ ،،،
مقال رائع وملخص جيد :)