إن تطبيق معايير الحكم الرشيد في المؤسسات الحكومية ضرورة ملحة للوصول إلى تطوير وتنمية للمجتمع بشكل مستدام، ويتم ذلك من خلال اهتمام والتزام القيادات الإدارية و عملها على إدارة واعية لهذه المعايير للوصول للتطبيق الأمثل لها.
إن الدور هنا تكاملي بين سلطات الدولة الثلاث، فكل سلطة منها هي ركن أساسي متين تستند عليه الدولة وتستمد منه قوتها وسيادتها الفعلية داخل أراضيها وخارجها، ولو التزمت كل سلطة منها بتطبيق هذه المعايير بشكل صحيح ومتقن، سنجد أنفسنا أمام فصل آمن ومتوازن للسلطات، فلو نظرنا مثلا إلى معيار "سيادة القانون" وكانت القوانين تُسن وفقا لما يتناسب مع حالة المجتمع خصوصا ومع المستجدات والتطورات العالمية بكافة مجالاتها عموما، ومن ثم الانتقال من المرحلة النظرية لوضع القوانين إلى التطبيق العملي الجاد والعادل من خلال مؤسسة القضاء والمؤسسة التنفيذية على اعتبار أن لكل منها دور في هذا التطبيق سنجد أن هذا المعيار رغم هيبته وضخامته ورغم الصورة الذهنية السلبية الموجودة لدى أفراد المجتمع بصعوبة تحقيقه والوصول لسيادة كاملة له، إلا أن الأمر يغدو أكثر أمانا ويسرا لو قامت كل سلطة بالالتزام بمهامها دون تدخل في السلطة الأخرى، وسيشعر الجميع بإيجابيات تطبيق هذا المعيار المهم من خلال انتقال تدريجي من حالة اللاسيادة القانونية إلى حالة أكثر استقرارا، وبالطبع لن تتم هذه العملية إلا من خلال مجهودات وتعاون مكثف وجدي وبرغبة حقيقية في التغيير .
إننا بحاجة لدستورانية جديدة تؤسس وتدعم قواعد متوازنة للحد من سلطة الحكام وتعزيز مبدأ الفصل بين السلطات وحماية الحقوق والحريات، مما يحقق فاعلية أكبر لتثبيت واستقرار مبدأ سيادة القانون والتأكيد الدائم على أنه مبدأ لسيادة القانون وليس قانونا لتثبيت السيادة.
التعليقات
مقال رائع , بالتوفيق . .