كتب : احمد يونس

سحر وحيدة ابيها وامها تتزين اليوم في بيتها لاول مقابلها مع خطيبها!.. وهي تريد ان تكون في ابهى صورها!.. ليس من اجله، لكنّ الانثى بطبعها تحب ان تكون في اعين الناس جميلة!.

وبينما تضع سحر لمساتها الاخيرة دق جرس الباب.. وقالت في بالها " انه هو "!.. فملأت الفرحة اعينها.. واصبح قلبها محاصر بين الطيران من الفرحة وبين الموت من الخوف.. بعد لحظات تمالكت اعصابها واستعادت قوتها وذهبت لتفتح الباب!.

وضعت يدها المهتزة على اوكرة الباب، وفتحت الباب بهدوء، ونظرت الى الطارق، وكادت ان تموت من الصدمة!..

بعد هدوء لثوان معدوة!..

قال الضيف : ايه مش هتقوليلي اتفضل !؟

سحر : انا اسفه يا عمو ابراهيم اتفضل طبعاً!.

الضيف : طب حطي 4ك المانجا دول في التلاجة، على فكرة انا جايب الكيلو بـ 20 جنيه!

سحر في سرها : هو انت هتذلنا يا عم الحج انت !؟

ثم قالت في العلن : ميرسي يا عمو!.

عمو ابراهيم هو صديق والد سحر منذ الصغر لكنه متخصص في الغلاسه والرخامه والغتاته، ليس متخصصاً فحسب، انه استاذ ورئيس قسم.. وعميد في الفضول والتنطع على خلق الله!.

بعد الترحيب به، وتقديم فنجان من القهوة..

قال عمو ابراهيم : ايه يا سحر الحلاوة دي كلها، هو العريس جاي النهاردة ولا ايه !؟.

سحر : عريس !؟ ‏‎gasp‎‏ رمز تعبيري

العم ابراهيم : ايوه ما انا اطقست وعرفت من....

سحر مقاطعة : خلاص يا عمو ما علينا.

العم ابراهيم : بصي يا سحر.. لا يوجد شيء يُسمى النصيب هو الذي يختار.. انتي من تختارين!.. ولو صدقت النوايا بينكِ وبين العريس، فإن الله يوفق بينكما ويجمعكما في خير!.

تأنِ في اختيارك، ولا تنخدعي للكلام العاطفي المعسول الذي قد يخفي وراءه الكثير من الصفات المذمومة التي تقلل من المرء وتحقر من شأنه في عينيكِ بعد ذلك!، فرومانسيه قليلة تدوم، خير من كثيرة تنتهي بعد شهر العسل!.

لا تتأثري باهلك او اقاربك او اصدقائك.. سيري وراء قلبك فهو يجذبك للحياة، واركضي خلف عقلك فهو يأخذك للنجاة والسعادة معاً.

لا تتأثري بالقصص البائسه.. قصص الزوجية المغشوشه وقصص الحب الوهميه.. ولا تغتري بالآخرى الناجحه او السعيده.. عيشي قصتك انتي، واكتبي نهايتها مع من تحبيه!.

لا تختزلِ حياتك في فستان ابيض ترتديه ليله واحده، ثم تكتسي بعد ذلك بالاسود حزناً على حياتك البائسه!.

وتذكري يا سحر!، إنه إختيار.. فأيهما تفضلين !؟ حياة هنية ام بائسه !؟

ثم سكت..

وفي اثناء سكوته قالت سحر في سرها : على الرغم من غتاته وغلاسته الا انه حكيم.. وفعلاً كلامه صح، انا بين اختيارين، اما سعادة او بؤس.. يا فستان ابيض يا اسدال اسود!.

العم ابراهيم : انا ماشي بقى!

سحر : خليك يا عمو ده انت منورنا.. دي كفايه نصايحك والله!

العم ابراهيم : معلش يا سحر مرة تانية

سحر : اللي تشوفه يا عمو!

وعندما وصل الى الباب قال : ايه ده انا كنت هنسى المانجا، ده انا لو مروحتش بيها مراتي هتعلقني!!!!.