قافلة الرحلة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قافلة الرحلة

  نشر في 12 ديسمبر 2019 .

 إن الأمر أشبه بعصفور صغير ، يأتي إلي عالمنا فيجد نفسه يُدلل في عشه الصغير ، لا يفكر في شئ ولا يتحمل أى أعباء أو مسئوليات ، يصله طعامه بواسطة والده أو والدته ، لم ينضج بعد فلا يستطيع الطيران فقط يظل جالسًا في عشه الصغير ، هذه هي حياته البسيطة و التي تستمر لفترة من الوقت و إذ به فجأة يجد نفسه واقفًا على حافة العش ، مُطالب بأن يفرد جناحيه و الذي لم يستعملهما من قبل ليطير و يحلق بعيدًا و كأنه حان الوقت ليصطف في طابور الطير الناضج ليبدأ رحلته و يأخذ دوره في تلك الرحلة الدائرية اللامتناهية و المستمرة ، يصيبه الفزع و يعتليه عدم الفهم ، ينظر حوله يمينًا و يسارًا ولا يعرف ماذا يحدث من حوله.

يبدو لي في كثير من الأحيان أن اكتشاف الذات أمنية صعبة المنال ، بل حلمًا مستحيلًا ، فكيف للمرء أن يفهم العالم من حوله و هو مسكين لا يفهم نفسه أبدًا ؟! كيف نكون مطالبين بالطيران و التحليق و نحن مُكبلين بآلاف الأفكار و التساؤلات بينما التشويش يملأ سماءنا ؟ كيف لنا أن نقوم لنحقق الإنجازات و نحن لا نعرف ما تعنيه الكلمة ذاتها ولا نعرف سبل تحقيقها !

توجد في دُنيانا ملايين القوافل ربما مليارات أو أكثر من ذلك بكثير و لكن تُرى من منهم التي نتمي إليها ؟ مع أى قافلة علينا أن نسير ؟ أحيانًا يصبح الأمر شاقًا و معقدًا لدرجة قاسية ، وكأنني عصفور لا يريد أن يلتحق بطابور عشريته و لا يفهم لماذا عليه أن يبني دائرته الخاصة ليدور فيها إلى لا نهاية.

في الحقيقة إن المرء منا يخشى في داخله اللحاق بالقافلة الخاطئة ، يطيح بنا تفكيرنا إلى جُزر مهجورة من خبايا أنفسنا و نظن بأنه قد لا تتهيأ لنا الفرصة للحصول على أى مقعد بداخل أى من القوافل مما يجعلنا نرمى بأنفسنا في رِكاب أى قافلة تسير.

في نظري إن اكتشاف أنفسنا و ذواتنا هو أساس رحلتنا في هذه الحياة ، حين ندرك من نحن و ماذا نريد و إلى أى شئ نتطلع وقتها فقط ستظهر لنا وجهتنا جلية ساطعة مثل قُرص الشمس المتوهج في حرارته ، سنعرف الطريق و من ثَم سنحدد القافلة المناسبة.

أعلم جيدًا أنه هناك داخل كل منا العديد من الأشياء التي يود الوصول إليها ، هناك العديد من الأحلام التي لم تُحقق بعد و هناك أيًضا المئات من الأمنيات التي لم يحن وقت ولادتها بعد..فقط نحتاج بعض الوقت حتى تُصبح الأمور على مايرام.

ذلك العصفور الصغير لن يطير في السرب ، مادام لا يعرف كيفية الطيران بعد ، لن يظل ماكثًا منتظرًا أن يأتيه أحدهم بطعامه و لكنه سيحاول أولًا أن يتعلم كيف له أن يطير وحده و من ثم سيتولى أموره بنفسه.


  • 8

  • ريم ياسر
    هنا ستجد الحقيقة دون تزيف أو رتوش. An old soul who missed her way to ancient times & stucked in our life
   نشر في 12 ديسمبر 2019 .

التعليقات

جميل جداً احسنتي
0
ريم ياسر
شكرًا جزيلًا
samah منذ 4 سنة
إن إكتشاف نفوسنا مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة ، والقليلون فقط من يغامرون بداخل ذواتهم وإكتشاف مواطن قوتهم والغوص داخل سبر أغوار النفس ... وأشاركك الرأى أنها أساس رحلتنا فى هذه الحياة !
1
حياة محمود منذ 4 سنة
((فكيف للمرء أن يفهم العالم من حوله و هو مسكين لا يفهم نفسه أبدًا ؟!)) حين يحلق في سماء هذا العالم يبدأ بالإكتشاف والمعرفة لنفسه وللعالم :) ...جميل جداً
2
ريم ياسر
أشكرك جدا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا