انتي غبيه!!! 

كانت ميرفت تحضر إبنتها لاول يوم دراسي لها بعد انتظار طويل ،لطالما رات ليلى ذات السبع السنوات بنات خالاتها وعماتها وجيرانها يذهبون الى (المدرسه) وكانت على يقين انها سوف تكبر سريعاً لتدخل المدرسه .وجاء هذا اليوم ولم تنم من الفرح.

دقت الساعه السادسه وكانت ميرفت تسارع بتحضير إبنتها ليلى لكنها تفاجأت بان إبنتها على اتم الاستعداد للذهاب في يومها الاول للمدرسه، ارتسمت على وجهها ابتسامه بفخرها باإبنتها وكيف انها لم تخف للذهاب للمدرسه كبعض الاطفال خوفاً من غموض التجربه ب النسبه لهم لكنها اظهرت عكس ذلك.

وبينما ميرفت تفكر في إبنتها شرد ذهنها في ذلك اليوم الذي تتخرج إبنتها من الجامعه لكن فجأه ناداها صوت سيارة زوجها امين لجلب ابنتها سريعا ليوصلها لمدرستها.

ركبت ليلى بجانب اباها وكان يراها بفخر بانها كبرت وقادره لان تكون وحدها لبضع ساعات دون ان يرافقها ودمعت عيناه خوفا على تركها للذهاب دون ان يكون قادر لمرافقتها او حتى يرى رد فعلها لحضورها اول يوم دراسي منذُ بدء حياتها. اعطاها مالاً لشراء ماتحتاجه للفسحه ومسح على شعرها .

انطلق اباها بعد ذلك في سرعه كي لايتاخر على موعد ابنته في يومها الاول. وصلت ليلى للمدرسه بعيونها المتعجبه بما حولها. كانت خائفه ولكن سعادتها بوجودها في المدرسه طغت على خوفها.

توجهت لصفها بعد مناداة الاساتذه لطلاب الصف الاول للتوجه نحو الباب الاصفر.

دخل حشد صغير من الاطفال متزاحمين  ضاحكين وكانت ليلى لاتدري الى اين تتجه.

بعد ذلك جلس الاطفال في كراسيهم وجلست ليلى ايضا!

لايدرون ماذا بعد ذلك.. هل سوف نلعب او نرسم او نغني ربما نرقص او نلون. كانت السعاده تلمع من عيونهم الصغيره ذو انوف حمراء من البرد.

فجأءه دخلت استاذه الصف الاول دخولاً همجيا دون طرق الباب  وبادرت باالصراااااخ والنواااااح والتذمر من الجو وبروودته ومن المديره والنائبه ومن حارس المدرسه وزوجته.. !!

لكنها كانت مجرد تمتمات لاتُفهم من قِبل الاطفال وخصوصا ليلى..

فجأه سألت الاطفال صارخه من أين تشرق الشمس؟

سالت الطالب الاول ولم يجب !قالت له في تذمر اجلس لن تستطيع الاجابه لانك انت والمقعد متماثلان وضحكت.

سالت وسالت!!وكان الاطفال في صمت واستغراب!

ثم سالت ليلى وقالت لها اربعه في اثنان كم؟اجابت ليلى بفرح بسته!

صرخت المعلمه في وجهها قالت انتِ غبيه!لاتنفعي للدراسه!! 

واحد في اثنان!اجابت ليلى ثلاثه صررخت المعلمه مؤكده غباءها ..وكانت عيون ليلى ممتلئه ب الدموع من هول صدمتها بقسوة المعلمه جعلت دموعها تتلاحق سقوطاً.

سالت المعلمه طفل اخر عن عدد حروف اللغه العربيه اجابها الف باء حاء ثاء جيم حاء واو ميم وسكت!! 

قالت له يكمل قال فقط هذه الثلاثه الحروف!

قامت المعلمه ضائجه خارجه من الفصل تتذمر وتنتقد بانها غير مستعده للبدء من الصفر مع طلاب اغبياء!! 

(التعليم فن) 

يؤكد العديد من التربويين على أن عملية التعلم تحدث نتيجة للتفاعل بين بيئة التعلم بما تتضمنه من مناهج وطرق تدريس وأنشطة ووسائل من جهة ،وبين استعدادات المتعلم وقدراته العقلية وسماته الشخصية من جهة أخرى، لهذا فان فهم المعلمين لنظريات التعلم و تطبيقها داخل الفصل من المتطلبات الأساسية للتدريس الفعال، فهى تعطى مؤشرا عن كيفية حدوث التعلم ومن ثم فانها تساعد المعلم على اختيار الأساليب والاستراجيات التدريسية التى تتلاءم مع قدرات المتعلم وطبيعة المادة المتعلمة.

و على الرغم من أهمية تطبيق نظريات التعلم فى التدريس الا أن كثيرا من المعلمين يهملون ذلك حيث أنهم يركزون على المادة العلمية فقط دون مراعاة لقدرات واستعدادات التلاميذ المختلفة.