عيون الناس لها نضراتها الخاصة ..الوجوه تتقارب... وتتباعد حين امشي في الزحمة..... و اصوات عالية ....واخرى تهمس مبتسمة .....او تتكلم غاضبتا او لا مبالية ....وجوه لااعرفها تتحدث معي احيانا ......و تسأل وانا ادلهم .....ووجوه اعرفها تمر امامي تبتسم ثم تتحدثني عن حالي و احوالي...... واخرى يرمقوني بنضرة خاطفة ....ثم لوهلة يخفض رأسه و يرفعه و ينضر بعيدا الى الامام ......و وجوه اعرفها تبتسم من بعيد ....واخرى التي نسيتها مع سفري في الايام ......تحية ....و سلام ...و استظراف الكلام ....و التحاشي ..و غيرها من الحركات صارت تلقائية ..الية... لا ارادية... روتينية... والبعض اصلا لا يشعر بها....نعم نحن في عصر فقد الانسان _استطعامه_ لأي شيء..... ياكل ولا يتذوق يستلقي ولا ننام..... يشتهي ولا يحب .....لم يعد معنى لكلمة.. الجار ...والزمالة ...و الصداقة ...والاخوة ...و الأبوة كل هذه الكلمات كان لها معنى قديم..... اما اليوم فهي ارقام ...ارقام شقق... و سيارات ...وبطاقات.. انه عصر فاشل و الملل و الغريب تائه بين الحاضر والماضي و المستقبل ...ضاع الكل في الكل ......بسخافة سمية الحرية الشخصية اوالعامية... قفزة فوق مبادئ الحياة الحقيقية ...واصبح هناك نوع من الايمان بالنقابة و المؤسسة ...و الايمان بالنضام ...والسلطة ...و الترتيب عصر اصابنا جميعا بمرض ...الملل ...والقرف ...والغثيان ... لم يحدث في عصر من قبل ان شعر الانسان بالملل ....كالقرن ال20 ..الحكايات ...و النكت ...و الافلام ...و الكرتون... و القصص ...و المسلسلات ..و المسرحيات المملة ...و النابعة من الملل لانهاية لها ....كأن المتعة توقفت عند هذا العصر الممل ....ومن كثرة الملل نفتعل العنف و الحريات للبحث عن الحرب و الاستمتاع و التفاعل معها ....واصبح العنف اسلوب حياة ....العنف في اي شيء بسيط الاكل ...النوم ...التنزه ...كل شيئ..لم يبقا الا الدين سبيل .......في عصر المال ...و الجنس ...و التفاهة ...و الانتحار ...و الخمر ...و غيرها من اساليب البعد عن الملل الذي يشلهم ......ولم يحدث في الماضي الروتين ذاته .....البارحة كاليوم واليوم كالغد.... كالان...

لن تعقل كلماتي .....و هدفها الا بعد ان تتمنى ان تكون لك دقيقة او ثواني معدودة اضافية .....وأنت ترتعش تحت الغطاء في لحظات من اليأس و انتضار الموت ....لتاخذك الى المجهول ..في اي لحضة .....وستعرف مأساة وعمق المشكلة في هذا القرن المجنون و..في اعمائق قلبك ستجد صندوق النجاة المغلق الذي لم يفتح ولم تفكر في فتحه ابدا انه .الدين. ....وبسبب فلسفة علماءو مفكرين و ادباء و علماء ..الخ.... هذا العصر ....الشيوخ كما تعلمون ...حمار يكسوه الشعر....ثم يطلق الاحكام لا يتقبلها المنطق يفر منها حتى الحيوان .... وحتى الفتاوي لم تكن في العقود الماضية غبية و تافهة و مملة هكذا .......ولم يكن احد يسمعها او يطبقها اصلا لانهم يعلمون ماهو دينهم عكسنا اليوم......ولا ينتضرون احدا لينورهم بالمعلومات الدينية ...مثلما ينتضر شباب وكهول عصر الملل اليوم .

لهذا كرهت المجتمع الممل و العصر الممل تزامن مع حياتي في المعمورة المملة ...حتى المعمورة و الكواكب ملها انسان هذا العصر و يبحث عن الجديد في زوايا اكون المجهول و يخربش في خلق ااشكال الله للمتعة لا للعلم .... اصبحا فجأة نعبث لا اكثر .