تجنيس أبناء المواطنات
الجنسية تُكتسب بالإنتماء والتوريث فكل شخصِ يعيش على أرضِ متوارثة جيلاً بعد جيل فإنه يكتسب جنسيتها لأنها منه وهو منها ، في ثقافتنا العربية ومفاهيمنا الإسلامية يُلحق المولود بأبيه ولا يُلحق بأمه هذا المُتعارف عليه ، ذلك العُرف انسحب على المواطنة كمفهوم وحالة إنتماء فأصبح الأبن والإبنة كذلك يُنسبانِ لجنسية أبيهما دون النظر في جنسية الأُم التي قد تكون هي الراعية للأبناء والزوج والمسؤولة أمام النظام والقانون عن الزوج "كفيل" مثلما هو الحال في السعودية ، دولُ قليلة أعطت الأبناء جنسية الأم فأصبحوا مواطنين لأن والدتهم مواطنة دون النظر في جنسية الأب وسنوات إقامته ، لكن هناك دولُ لا تهب الجنسية لأبناء المواطنة ومن بين تلك الدول السعودية فالمواطنة السعودية إن تزوجت بأجنبي فإن حلم نيل أبناءها للجنسية السعودية سيدوم طويلاً ، أما زوجها الأجنبي فطريق حصوله على الجنسية السعودية يمر عبر إجراءات طويلة ومُعقده قد لا ينتهي إلى الحصول على الجنسية وبطاقة الهوية الوطنية ، المواطنة السعودية ليست كشقيقها المواطن رغم بعض الإنفراجات الجزئية في بعض الملفات الحقوقية هيّ مواطنة لكنها ليست كاملة الأهلية فخياراتها ثمنها باهظ اجتماعياً ونظامياً وهذه هي الحقيقة ، المواطن اذا تزوج من أجنبية فإن زوجته وأبناءه يحصلون على الجنسية في لمح البصر عكس المواطنة وهنا يتساءل العقل هل الإجراءات الإدراية والتشريعات النظامية التي هي من ابتكار العقل البشري ومعها المواطنة كمفهوم وإنتماء فطري أُخضعت للقول الرباني "وليس الذكر كالأنثى " إن أُخضعت فهذه مصيبة عظيمة تستوجب المراجعة وإعادة النظر ، وإن لم تُخضع فلماذا التعقيد والتهميش إذا ؟ .
من حق المواطنة المتزوجة من أجنبي أن تطمئن على مستقبل أبناءها وذلك لن يتحقق وأبناءها بلا جنسية فالعقل والمنطق يدعونا إلى المساواة بين الرجل والمرأة على الأقل في هذا الملف وتجنيس أبناء المواطنات فهن أخترن الزوج مثلما أختار الرجل زوجته من الخارج والعدالة أقربُ للتقوى يا أولى الأبصار ..
@Riyadzahriny
-
..مدون وكاتب