لا تستهوينا البدايات ولا النهايات
نحن أولائك الذين نقف بين بين ،نكتب خواطرنا باستهتار فنجدها هي الوسط لا المقدمة ولا الخاتمة ،لانبالي بديسمبر شهر النهاية لكننا نبالي بيونيو بانحياز ،لأن الوسط من كل شيئ يعني لنا الهدوء ،لا عواصف النهاية به ولا سعادة البداية الكاذبة تعرفه.
تقول هديل الحضيف رحمها الله وأنس وحشتها
"ماذا يعني أن تقف في المنتصف تماماً.. غير آبه لكل ما حولك
لكل ما فيك، لكل البهجة والبكاء اللذين يعيثان بك
غير أنك تمر بحالة (المؤقت) الذي يعطل أحلامك
حتى تتجاوزها أو تتجاوزك!"
إنها تتجاوزنا ياهديل في كل مرة و لازلنا في المنتصف نحمل بدواخلنا مؤقت معطل لايمكنه العمل مرة أخرى ،فكبسولة الأحلام الفارغة تقول لا مزيد ،ولا بهجة ولا بكاء بحوزتنا غير عقل شارد وقلب لايدري في أي الشهور يلقى حتفه وتكون النهاية .
نعم لسنا بتعساء ولسنا سعداء قد فقدنا قيمة الشعور
ولما نشعر في عالم مملوء بحب النفس ،تشعر بهم ولا يشعرون بك فتغدو مرهقا تحتاج كلمة ..مفردا يسندك فتخذلك اللغة ولا تجد ماتطلبه ، وتتوهم أنك شيئ وتكون لاشيئ كالمستحيل كالوهم وكظل خفي مضاف إليهم ..فتجلس لعل هذا المنتصف يعدلك وينصفك يوما ..
ببرود ياديسمبر مر مرور الكرام وبلغ سلامي كل الأصدقاء الذين ذهبوا إلى النهاية يمتطون خيول اللهفة مسرعين ونحن على الكراسي في المنتصف نجلس متأملين الحياة فكانت النهاية بيننا وبينهم هذه السنة .
لأولائك الذين يعنيهم التقويم فلم نتفق نحن الذين نعيش أياما بها عطل دائم لا تقيدنا التواريخ والأرقام .