"احن الى خبز امي"
من خواطري القديمة: (التاسع من ذى الحجه 1412 الموافق 10 يونيو 1992
نشر في 22 فبراير 2015 .
مرت الأيام وجاء عيد آخر ....:
يستعدون لاستقبال العيد صباحا..ويستعد هو لاستقبال يوم شاق آخر طوله ست وثلاثون ساعه.
قلب أوراقه وتفقد حقيبته وأدواته فيما كان فكره يسترجع أحوال مرضاه....... عبدالله صاحب نقص المناعه ، وعمر صاحب التخلف العقلي والتشنجات بسبب خراج في الدماغ وكلاهما يمكث في المستشفى لأكثر من شهر.اشواق ذات الخمسة اشهر ومعاناتها مع الحمى المتموجه ومحمد الذي لم يعرف كنه مرضه بعد وغيرهم.
أقفل الحقيبه وذهب إلى فراشه يستدعي النوم و فكره في صباح يوم غد ( الخاص) وقد عزم على النهوض مبكرا لصلاة الفجر وبعدها صلاة العيد..... صلى الفجر .. شعر بنعاس واعياء... عاد إلى الفراش... استيقظ عند الثامنة صباحا... اسرع في كل شئ لكي يصل إلى العمل في موعده....دار على الأطفال ،مرضاه، حذف بعض الأدوية ... أضاف أخرى...سمح بخروج بعضهم.. ادخل آخرين... انتهى اليوم،.....لم يصل صلاة العيد.... لم يشتر خروف العيد... بل لم يرق دما قط.... لم يأكل لحما في (عيد اللحم).... بل كاد أن لا يتناول غداءه بعد أن لم يذق إفطاره . لم يشتر هدية العيد لأطفاله......"كل عام وانتم بخير" قالها لزوجته وطفليه عبر أسلاك الهاتف....
قضى ليلة اليوم الأول من العيد ثم النهار التالي مداويا ومطببا، فيما عقله ووجدانه يحلقان فوق الأرض المباركه يرقبان " ست الحبايب" طريقة فراش المرض(الموت) معتذرا عن عجزه لتقديم أي دواء أو أي( طب)..........
ترى هل سترين عيدا آخر ?!
كل عام وانت بخير يا (بهجة) عمري ه ه ه ه ه ه