الحياة .. أفلام وصور وتسريبات ..ونحن نتفرج .. !!
بقلم: محمد الشرقاوى
نشر في 03 أبريل 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
الحياة ليست مسرحا كبيرا كما قال – زمان- يوسف وهبى .. بل هى الان افلام وصور وتسجيلات وتسريبات ..
موقعان اثنان يتحكمان فى العالم .. وبسببهما تتغير الانظمة .. ويعدم بشر.. ويتحول المجرم الى بطل من ورق أو من جليد ..الموقع الاول هو يوتيوب والثانى هو دايلى موشن .. كلنا نعرف الاول الذى يستخدم بشكل اساسى فى المحاكمات وادلة الادانة والبراءة .. منذ ثورة 25 يناير ومرورا بكل الاحداث التى تدور بالمحاكم حاليا سواء التى حصل اصحابها على البراءة .. او الذين ينتظرونها
كثيرون لايعرفون الموقع الاخر لكنه فى الحقيقة معروف جدا اوروبيا .. وقد أحدث تطويرا كبير على شكله ومضمونه بحيث صار منافسا خطيرا للموقع الاول ..مما دعا الثانى الى تطوير نفسه وربط نفسه بجوجل محرك البحث الاكبر والمدير الذى يعيد ترتيب معلومات العالم .. يوتيوب يشترى شركات تقنية لتدعيم منصته العملاقة وينشر نفسه فى كثير من لغات العالم .. وصار اى انسان يريد توثيق اى حدث لابد ان يستعين بيوتيوب .. دول كثيرة تتدخل لازالة بعض فيديوهاته كما فعلت مصر مؤخرا عندما طلبت ازالة الفيديو الذى اثار ضجة كبرى حول تحرش فى ميدان التحرير .. وكل العمليات الارهابية التى تحدث فى مصر وفى غيرها تنشر تفاصيلها عبرهذا اليوتيوب العبقرى الذى يتسع كل يوم ..
يقول الموقع عن نفسه انه يستقبل شهريا مليار زائر.. ويتم تحميل ( 3 مليارات ) فيديو على اليوتيوب أسبوعياً..اما الفديوهات التى يشاهدها العالم فهى تزيد على أكثر من 4 مليار فيديو يومياً.. ولكى تتخيل حجم هذا الانتاج الضخم الذى يحويه هذا الموقع العملاق فهومايعادل 500سنه من الافلام والملاجظ ان30 % من المرور على الموقع يأتي من الولايات المُتحدة الامريكية بمفردها..و 50 % من فيديوهات اليوتيوب تمّ تقييمها أو التعليق عليها من قِبل المُستخدمين
•
اما الدايلى موشن فهو يتباهى بانه يزوره شهريا 201 مليون زائر.. ويحقق مشاهدات تبلغ مايقرب من ثلاثة بليونات مشاهدة شهريا ويعتبر نفسه الاقوى فى اوروبا بما يملكه من امكانيات تقنية عالية تربط اجهوة الكمبيوتر بالتليفونت المحمولة باجهزة التليفزيونات .. ويدخل معظم دول العالم بخمسة وثلاثين لغة
الان اين نحن من هذا التطور المذهل .. اظن ان الاجابة هى اننا نتلقى كل ذلك .. ونتفرج وهكذا يسبقنا العالم
-
محمد الشرقاوىكاتب صحفى بجريدة الجمهورية -مصر