ماقيمة الكلمات ان لم تصب مكمن الحقيقة
إن لم تحفر للتغيير سبيلا يتدفق منه سيلا أو تترك أثر لعابر فلا يجد في نفسه منها الا عزما ودافعا..
كانت الكلمات ومازالت هي احد الأسلحة القوية التي متى وجهت بدقة أصابت العدو في مكمن او أصابت موضع الداء فبرأته
الكلمات تلك اللألى القدسية التي متى غلفت بالصدق نبع النور من جنبيها..ألم يتفوق آدم على الملائكة بها وقد اختصه الله بعلمها وحده من دونهم وهم الأثرة.. أولم تكن معجزة نبينا كلمات آلهية خالدة تغير العالم بعد سنين الجب والظلم والعبودية.. وتصنع حضارة عظيمة تحكم العالم بنور الله وتبقى باقيه إلى قيام الساعة وإن خبى نورها انتظر لحظات الاحياء ليسطع من جديد وتحي ماأماته البشر.
وكم خبىء لنا التاريخ من تلك اللألى ( الكلمات) ماهي نبراس للعقول والقلوب نتاج خبرة البشر ومداد روحهم وأثرهم في الأرض.
مابال الكلمات اليوم صارت سلعة تباع في سوق النخاسة ومواقع التواصل تردد حتى تستهلك وتنتهك ولايبقى لقيمة منها أي معنى حتى لو كانت جواهر غالية
ما على وغلى منها مهان ران عليه غواشي الزهد والغفلة وعافته العقول ومارخص منها تلقفته الأيدي والأهواء تصفيقا وتغريدا وتمجيدا.
فإذا مكامن العقول والقلوب خاوية خربة من ري يعيد لها نمائها وإذا الاهواء تلعب بها بين غفلاتها وسكراتها.. وصار اللهو أعظم من الحكمة والتوق للمعالي تهمة وانتقاص وإن الفوز كل الفوز فيما رخص ولبى مراد الأهواء وأغلال القاع.
ياصانع الكلمات دونك القدس الذي تحمله في مدادك وقلبك لاتسر به للشهرة وترجمه في القاع حتى ترخصه إن ماتملكه مداد روحك وفكرك وأثرك الذي يبقى في الارض حتى إن ودعتها مشى معك لدار الحساب.
ياصانع الكلمات ماأحوجنا للتغيير ولأهداف تصيب مكمن الداء ونحن أمة تتكلم أكثر مما تفعل وتختبئ في زاوية جهلها وتجر أذيالها آخر الركب بعد أن زهدت به لحوقا فلا يكن صنيعك هدرا يضيع ويزيد أمتك ضلال ويشقيك ..
ياصانع الكلمات كن فارس في معركة الحق والتغيير يراعك قنبلة وبلسما ونبراس وكلماتك مداد النور الذي يعيد للعيون نورها ويحرر العقول من أسر أهواءها
ياصانع الكلمات لاتستهين بماتحمل في جعبتك ولاتحقر كلماتك.. الصدق يعليها والنور يسيجها حتى تصيب هدفها أن كان ران على اغلالنا حقب وحقب فأن زوال الأغلال بالصبر والثبات والجد والعمل ..