بيّه وشجرة اليقطين ..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بيّه وشجرة اليقطين ..من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

سجنت الحنين خلف قضبان شجون الأنين...

  نشر في 17 يونيو 2016 .

سجنت الحنين خلف قضبان شجون الأنين...من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

عاودني الليلة إليها الحنين وجرفني طوفانه للدوامة من جديد ، وكاد الحنين يأسرني لأواصل الهبوط وأدخل سرداب سراب الأماني في تكرار مميت ، وربما تلك المرة تكون المرة مرارة النزيف الأخير .

بت ليلتي بين ضفاف الدوامة أقاوم الحياة في سراب الأماني وأطلب المنايا في علو وشموخ .

دارت رحى الدوامة فأطبقت علي الدائرة وما عاد هناك إلى خروج من سبيل ، ولم تشفع لي حرمة السبت سيدي الكليم ، وخرج من بطنها شريط الذكريات مخضبا بآلام السبع العجاف اللاتي خالفت تأويل يوسف الصديق ، فلم يسبقها سوى صحراء عمر كالحة الوجوه ظمأنة لحبة ندى أو زخة مطر أو قدم إسماعيل تضرب فتنفجر زمزم الحب بالخير تفيض ، فتشرب هاجر الحب جزاء صراعها مع السراب المرير ، فهل يكون هناك عام الغوث ينثر الحب من جديد ؟؟

هيهات فلا الزمان زمان يوسف الصديق ولا أنا من جرهم فأبلغ زمزم إسماعيل ، وليس لي اليوم هنا خليل أو صديق ، وزمزم هاجر مطمع لمنتسبي سارة وقطورة .

لما غاب عن الأرض نور السماء أضرم الإخوة النار وأحيوا سنة أبيهم قابيل .

هناك كان سراب الأماني في الليلة الرمضاء من رمضان الكريم مغلفا ببسم الله زورا وربي من السراب بريء ، فمن القرآن نجاة و فيه هلاك العنيد ، وليس كل من قال بسم الله صادق الوعد أو أمين .

وبدأت سبعي العجاف في صحراء السنين ، أعطيت فيها الماء مع ظمأي !!!!

لست أدري هل لله أم خدعني زخرف السراب اللعين؟

أرويتها وظمأت ، ظللتها وأم رأسي من حر نارها بدمع العرق تفيض .

سقيت بذرة حبها بدمعي الذي من غدرها يسيل ودمي النازف من خناجرها يفيض .

بعت لها نفسي ونسيت نفسي فيها ورأيتها في المرآة فلم أعد أرى إلا بعينيها وأخطأت النداء وقلت يا أنا !!!

تركت نفسي في العراء وسكنتها وأوفيت الوفاء للغائبة قبل الحاضرة ولبست ثوبها مباهيا بالعيوب ، فباعتني بعد أن باعت لي الوهم ملطخا بهموم السنين .

من قبيح باسم الجمال يعيش ، لدرهم نثرته تحت قدميها فجعلته إلها للقرابين ، وكنت القربان الأول والأخير ، لعهود ووعود من بنات سراب الحنين ، جعلتها تاجا فامتطت قلبي نعلا ، كنت الأسد على العرين فأطمعت في الكلاب فكانوا حول جسدي يطوفون في انتظار لحظة الهبوط لينهشوا اللحم بنهم الكائدين .

علا صوت الأنين من خطوب السنين فضجرت منه ، وسعت هي لهثا خلف نباح كلاب الأرض تطرب و تطلب المزيد ، وبعد كل هذا مازال يعاودني الحنين وأنا بين فكي رحى الدوامة وأكابد النفس الأخير ، وما بين ماء أجاج يظمأ ظمأي ودوران الدوامة وخناجر الذكريات تقتل مني الموت بثبات عجيب ، ومع شدة الخطوب وتصلب ما تبقى من دماء في الشرايين وتلاشي نبضات القلب الدائن المدين مازال يعانقني الحنين لسراب السنين .

أطبقت رحى الدوامة على أنفاسي وبدأت المسير للمصير عساني أكون شهيد الحنين ولساني ينفض غبارها ويقاوم أجاج الملح ليوحد الرب الرحيم ، ويصدح لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فتلفظ الدوامة جسدي العليل وتقذفه على شاطيء السنين وروح بيّه الأم الروحية للأريام كانت شجرة اليقطين ، فقررت سجن الحنين خلف قضبان شجون الأنين ومواصلة المسير بلا سراب من جديد .

-----------

عظيم إمتناني للأستاذة أماني شبكة لضبطها اللغوي ، بوركت أستاذتي الغالية 


  • 1

   نشر في 17 يونيو 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا