الحبُ أجملُ معني،وهوَ كالجُبِ يحوي كل المعاني،فقد يكون تحتَ قدميكَ وأنتَ لا تدري،ولكنْ بمثابة تَفَجُرهِ سيبهِرُكَ بما حواه،وسيروي صحراء القلوب فتزهرُ وتخضرُ ورقة ُتلكَ الشجرة بعد أن كانت تلفظ آخر أنفاسها؛ إلا أن وصولَ الحبِ لجذورها اليابسة جعلها تتوتد ويشتد عودها من جديد.

من قال أن الحبَ يموت ؟!

الحب رمزٌ للخلود. فهو إن ظهر علي أرض الدنيا يأبي إلا أن يكون وجهاً من وجوه النعيمِ في الجنان.

والحب لا يتمُ إلا بمباركةِ الرحمۤن. نعم ليس علي القلب سلطان ،إنما لابد أن يحرسهُ الإيمان.

الحب منزهٌ عن عصيانِ الربِ، فمتي خالطته المعصية بدأَ بالاحتضار.

من الحب ما هو رزق يستحق الشكر، ومنه ما هو ابتلاء يستوجب الصبر.

الحب لا يُنسي. فمتي ابتلعته الذاكرة ،اندثرت كينونَتَهُ.

الحبُ نفْسَكَ الأخري،هو الأنا بذاتها، مرآتك وصورتك،فأنا لا أؤمن بمنطق الاختلاف ومن ثم الاكتمال في الحب.

الحبُ ليسَ أن تتغافل عن عيوبِ الطرف الآخر،وإنما هو أنكَ تراها بوضوحٍ ،لكنَّكَ تتقبلها بكل سرور ..فمتي ظهرت تلك العيوب أطمس الحب معالمها.

تلك السجدة التي تصحبها دموع الخشية والرجاء في جوف الليل، وذلك الدعاء المصحوب باليقين رغم بعد الأسباب ..لكنه الظن الحسن بمسبب الأسباب = (حب ).

⬅ذلك الشاب الذي يسير في طريق تملأه المفاتن،والشيطان ينفث سمومه..لكنه تذكر أنه (عدو مضل مبين)، فغض بصره ومضي مرفوع النفس يتذوق حلاوة الإيمان= (حب ).

⬅الرغبة في معرفة سيرته وصفاته صلي الله عليه وسلم ،والحنين إلي رؤيته، والاجتهاد في اتباع سنته، والصلاة عليه عند ذكر اسمه = (حب).

⬅دعاؤك لوالديك في كل صلاة = (حب).

⬅مصاحبة الأخيار ليعاونوك علي البر والتقوي والطاعة ؛ طمعا في الاستظلال بظله يوم لا ظل إلا ظله=(حب).

⬅ذلك الشاب الذي أحب فتاة، والقلب يريد الوصل.. لكنه يخاف الله ،فطلبها من ربه ،واتخذ أنجح الطرق ليفوز بها =(حب).

⬅تلك الزوجة التي تعين زوجها علي أمور دينه ودنياه ،فتوقظه لصلاته ، وتذكره بإلحاح في دعائها،وتتمناه رفيقها في الجنة كما في الدنيا،وتحفظ سره ، وتكون وعاء همه، وتسهر بجانبه في مرضه،و توفي اهتمامها بطعامه وملبسه =(حب).

⬅ذلك الزوج الذي يحسن معاملة زوجته حتي أنها لتشعر أنها ملكة متوجة ؛ لأنه أدرك قوله صلي الله عليه وسلم (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ) ...وذلك القلق المميت الذي يكاد أن ينهشه وهما في انتظار مولودهما الأول = (حب ).

هكذا هو الحب من وجهة نظري .

# شيماء سعد