فى عام 1090 م على حسب ما ذكره المؤرخون فإن حسن بن الصباح قد تمكن من السيطرة على قلعه الموت وبداء بنشر افكار جماعته المعروفه تاريخيا بجماعه " الحشاشين " وهى طائفة دينية إسماعيليه إنشقت عن الفاطميون بمصر لإسباب سياسية وليست دينيه فى الاصل ..

لماذا نبداء بهذه المقدمه الغريبه عن الموضوع وهو موضوع صعود طالبان لحكم قلب اسيا !!

نعم فجغرافيا #افغانستان تجعلها اهم بلاد اسيا على الاطلاق ,, فهى تقع على حدود الصين والهند وباكستان وايضا على حدود الدول الاسلاميه السوفيتيه سابقا ! والتى لا تزال على صله وثيقه جدا بروسيا ومهمه جدا ايضا لها للسيطره على النفوذ الروسى الاسيوى

مايجعل وصول طالبان مقلقل للكثير من الدول العظمى ,, ولا ننسى ايران ! فوجود جماعه دينيه سنيه على قمه الحكم فى افغانستان قد يسرع بنشوب حرب سنيه شيعيه فى وسط اسيا !! لان افغانستان كدوله تحوى العنصر الشيعى مجتمعيا بما يمثل اكثر من 10% من مجموع السكان هناك اصلا ..

- كل ما ذكرناه سابقا مجرد عقبات بسيطه فى عالم السياسه بالنسبه لإنظمه الحكم عموما .

لكن تظل العقبه الاهم التى عجلت بسقوط الحشاشين وبسقوط كافة الدول الدينيه من الجغرافيا والتاريخ هى " العقلية الفاشية " المنغلقة اى عقليه الجماعه والقبيله عقليه من معنا ومن علينا !!

عقلية القطيع بإختصار حين يمشى فى الغابه !!

لكن الدول بالمفهوم الحديث ليست دولاً دينيه فالدول بعد الثورة #الفرنسية المجيده اصبحت دولاً محايدة , والحدود ايضا فأى دوله هى بالاصل متعدده الاعراق والثقافات فلا يوجد عرق واحد او ثقافه مهيمنه واحده !! بل هناك ثقافه عامه مشتركة وثقافات فرعيه اخرى ,, ودور الدوله هنا هو تنظيم العلاقة بين افراد المجتمع وليس فرض لون ثقافى او دينى معين !

- واذ إن طالبان مثلها مثل باقى الجماعات الردكالية التى ترفض الاخر ولا تراه فسوف تسقط فى بئر الرفض المجتمعى من مكونات المجتمع الافغانى الاخرى !! من شيعه وحتى من البوذيون الذين يعتنقون ديانات اسياويه غير الاسلام هناك والذين يكرهون طالبان بسبب تدميرها لإقدم تمثال أثرى ورمز دينى لهم فى العالم إبان حكم طالبان السابق مع الملا عمر !

- حتميه السقوط قادمه لإن من يولى أهل الثقة على أهل التخصص حتماً سيسقط فى دوامه الفساد السياسى والادارى وهذا ما حدث,,  وما يخبرنا به التاريخ فى كل الدول الساقطه .

- حتميه السقوط تأتى حين يسيطر على السياسى عقله ومرجعيته الدينيه التى تعتمد على رائ الفتوى ولا تأخذ بكلمه العلم واهل التخصص!

سيسقط الاقتصادى فى فخ حرمانيه الفوائد وطباعه العمله بغطاء نقدى ! سيسقط لان عقله الباطن يحرم عليه التخطيط والتحليل واستخدام الاحصاء..

فى نهايه الامر كل ما اردت قوله فى هذا المقال باختصار هو ان العقليه الدينيه لا يمكن أن تؤسس دوله ناجحه عكس ما يروجه الكثيرون عن استاذيه العالم و اساطير عودة المجد الذهبى وعصر الخلافه ! فكل زمن من الازمنه له محددات مختلفه وانماط حياة جديديه فإنسان الحاضر لايقبل مثلا بالرق والعبوديه مع انها كانت منذ زمن قريب بنا من الاشياء المباحه فى كافه دول العالم وعلى مرأي من رجالات الدين !

وهكذا أمور كثيره حياتيه ..