احمد ضيوف يكتب :التاريخ بين ما قدمه الاسلام وما قدمه الغرب ..
لكل حضارة نظرتها الخاصة التى تحدد بها مدى تطورها ونجاحها
نشر في 27 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
رغم تطور الحضارة الغربية فى التاريخ المعاصر الان تظل تلك الحضارة مادية بحتة تتمحور حول النفس وليس حول الاله الخالق تبيد كل ما هو طبيعى لتربح الربح المادى تكره بكل ما قوة كل ماهو تاريخى وتعتبره خرافات ومسكنات تساعدها لتبقى اكبر فترة ممكنة
على الجانب الاخر نشاءت الحضارة العربية الاسلامية قبل بدء دعوة النبى حيث اتسم المجتمع العربى قبل الاسلام بالجاهلية وفرض الراى بالقوة والكفر بكل ما هو ربانى حتى جاءت دعوة نبينا الكريم لتوحد العباد تحت راية رب العباد وتساوى بينهم كاسنان المشط ؛ ولكى نفهم التاريخ بشكل جيد يجب اولا ان نعرف ان نظرتنا نحن المسلمون للتاريخ تختلف كليا عن نظرة الاوروبين لتاريخهم ولتاريخنا العربى والاسلامى وان تاريخ الاسلام اتطور بقوة بقدوم النبى صلاة الله عليه وسلم مرورا بالخلافة الراشدة وبعد ذلك بدا تاريخ المسلمين الذى قد يكون هذ التاريخ مر بانتصارات احيانا واخفاقات احيانا قتل وغدر احيانا واحيانا اخرى سماحة وعفو
نظرة اوروبا للتاريخ قديما ..
اولا التاريخ القديم ويبدا قبل معرفة الانسان للكتابة وهو قبل 3200 عام قبل الميلاد وينتهى بسقوط روما فى يد البرابرة الجرمان فى 476 ميلاديا وقد ساد هذا التاريخ امبراطوريات مادية واسعة وانتشر بها الظلم وسفك الدماء وانتهالك الحقوق
ثانيا التاريخ الوسيط ويبدا هذا التاريخ منذ سقوط روما بيد البرابرة الجرمان فى 476 حتى فتح القسطنطنية على يد القائد العثمانى المسلم محمد الفاتح وهذا العصر يعرف بالعصور الوسطى فى اوروبا وقد ساده ايضا الظلم وانتشار الجهل والامراض وسيطرة الكنسية على مؤسسات الحكم
ثالثا التاريخ الحديث ويمتد هذا التاريخ منذ فتح القسطنطنية على يد الفاتح حتى الثورة الفرنسية والتى انتهى بها سيطرة رجال الدين على الحكم و انتشار العلم والثورة الصناعية
رابعا التاريخ المعاصر وهو يعتبر بدايته فى وجود الثورة الصناعية الاوربية فى نماذج العلمنة الكاملة والتمحور حول النفس مرورا بالوقت الحالى بوجود النظام العالمى للكون والشركات العابرة للقارات
نظرة الحضارة العربية الاسلامية لتاريخها
الحضارة الاسلامية قسمت تاريخها من منظور ربانى وليس انسانى لان حضارة المسلم هى الحضارة الى تخدم العقيدة وترضى الله وتنفع العباد ولا تفكر فى استعباد كل ما هو انسانى واستخدام كل طبيعى فى سحق طاقات الانسان وتشريده ليستفيد البعض ويموت البعض الاخر
فنجد ان تقسيم التاريخ فى الاسلام ينقسم الى فترة قبل البعثة اولا والفرق بينها وبين عيشة الجاهلية لتوضح تحرر الانسان من عبادة الاصنام والاشخاص الى عبادة رب العباد
ثم سيرة النبى عليه الصلاة والسلام وارتباط سيرته بتعاليم القراءن لتنظم حياة المسلم وتحيى مفهوم الامة الواحدة والدين الواحد والراية الواحدة
ثم الخلفاء الراشدين وما ساد تلك الفترة من عدل وقرب الى الله من الحكام وفتوحات وانتصارات لانتشار الدين ولتوحيد الراية اعمالا بكلام الله وبكلام النبى عليه صلاة الله وسلم
انتهت بتلك الفترة التاريخ الخاص بالاسلام كدين وبدات فكرة تاريخ المسلمين الذى صنعه باقى صحابة رسول الله وتابعيهنهم وتابعين التابعين فنجد تاريخ الدول مثل الدولة الاموية والدولة العباسية والمماليك والدولة العثمانية حتى انتهاء الامبراطورية العثمانية واسقاط الخلافة فى 1924 م وظهور العصر الحديث وقيام الدول القومية المستقلة
لذلك نجد تعارضا كبيرا بين نظرة ما يقدمه المؤرخ الغربى عن تاريخه ونظرتنا نحن لتاريخنا لان المؤرخ الغربى نظرته مادية للانسان فنظرته للحياة مختلفة كليا يقدم كل ذلك للقراء بناءا على وجهة نظره كحقيقة بحنة لا تقبل التبديل او النقاش ..
اما فى تاريخنا الاسلام فنرضا عن الانتصارات والنجاحات تحت راية الله اما كل ما خالف كلام الله فى تاريخنا نعتبره عبرة للقادم لا يمكن يوما ان نفتخر به او نمليه على اشخاص على انه انتصار ..
-
Ahmed Dioufاحب القراءة واعمل فى التصوير والمونتاج والاخراج وباحث فى التاريخ وخصوصا التاريخ الاسلامى