''وكانما يستحق على الناس ان يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والاستعباد ''

عبد الرحمان الكواكبى

.

أمالٌ أجتثت قبيل زراعتها

أحلام حصدت قبل أوانها

آلامٌ استشرت لتكون البديل ....

ماضي قاحل عدا بالأوهام

مستقبل قرر ألا يحيد عن الماضي

وحاضر لا يعصر في كؤسنا سوى مرارة صاحبَيه

هانحن ذا

نتهاذى في وطننا كما تتهادي صغار الطيور في وكنتها وقت الأعاصير دون ان تعرف الى أين . 

إياك ان تقترب !، فهنا يتوقف كل شي .

تتوقف ساعة حياتك على ليل حالِك كما حالنا وكما سيُمسي حالك إن اقتربت

هنا تتوقف صلاحيات أحلامك وتعلن نظالاتك السابقة استسلامها في وجه بؤسنا . 

هنا سيندثر كل عتادك  الذي أمنت يوما بأزليته .

هنا ستعانق البؤس تتحدث السودانية وتمتهن التقهقر .

لذا إياك ان تقترب !، اجمع شتاتك وقف بعيدا

ابق خلف هذه الورقة واستعد لالتقاط الحروف التي سارميك بها . 

استعد لأحكي لك عن وطنِي ، 

اعتقد ان هذه آمن طريقة لتعرف كيف تجري الأمور هنا دون ان تقترب !

وطني كثير التناقض ، وطني مبتل بالفوضى كالبحر في شماله ، جاف بالإنسانية كالصحراء في جنوبه ، وطنٌ شاخ أطفاله بعدما غادروا السرب بأفكارهم

وطن اعتنق شبابه الراستافيه هروبا من الواقع ودون ان يعلموا بوجودها حتى !

وطن تخبط شيوخه بين شؤم حاضرهم وشحيح تفاؤلاتهم الماضية .

وطن فيه من طالت يداه الـ Hennessy ومن بالكاد يتجرع ما يشبه ماء المجارير

وطني المجروح الذي صار مجرد انقاض ، تراكمات لبؤس سابق ، وطنٌ كُنَّا على إستعداد للتخلي عن كل شيء من اجله، وبتْنا على استعداد للتخلي عنه من أجل أي شي .