ما الذي يمنعك من ولوج النور؟
"القراءة" ، أحرف قليلة في حق فحوى هذه الكلمة .
نشر في 18 مارس 2018 .
لا يخفى عنا ما آل إليه حالنا بعدما قررنا العدول عن القراءة دون سابق إنذار ، و اخترنا العزف على أوتار الجهل المدقع ، ألم يحن بعد زمن الإستيقاظ ؟ لقد استغرقنا في النوم كثيرا ..
أخذت إطلالة سريعة على تاريخ الحضارة الإسلامية الذي لا يخفى عن معظمنا و بدون إسهاب ، فقد ألفيت أن أعمدت الحضارة الإسلامية آن ذاك كانت تتكئ على علماء لا يبرحون سطرا من كلمات إلا و تناولته أنظارهم ، خذ لك مثال "العقاد" الكاتب و الشاعر الذي شغل منصبا في الدولة بعمر يناهز الرابع عشر ، و قد كان هذا الأخير يتلقى النهر و العتاب اللامتناهي من طرف مديره بذريعة قراءته المتواصلة أثناء العمل ، بيد أنه كان جدير بعمله لإيمانه بحديث النبي :"خير من عمل عملا و أتقنه".
الحديث عن القراءة مجحف للغاية ، أتقنوا أدواركم في الحياة كما فعل اللذين من قبلنا ، و تناولوا الكتاب بقوة ، حاول و لو لمرة أن تعوض صديقك الذي يهون امام تقلباتك النفسية بكتاب يستقبل حالاتك بصدر رحب و بدفتيه الدافئتين .
طالما اتهمنا الوقت بالمجرم و اتخذنا قلته كذريعة لعزوفنا عن مصاحبة الكتاب ، دعني أحدثك قليلا كما تصنع الجدات مع أحفادها قبل خلودهم للنوم ، عن عائلة "هوكينغ" و التي كانت تتفنن في القراءة في طاولة الطعام ، فتكاد لا تجد ثانية واحدة صرفت في اللاشيء.
ما فتئ الشاي يحتفظ بنكهته في حين اتجهنا نحو التخلي عن النكهة خاصتنا و مبادئ أجدادنا ، القراءة أحرف قليلة في حق فحوى هذه الكلمة .... فما الذي يمنعك من ولوج ذلك النور؟؟
-
زكرياء جرمونزكريا يجد في الكتابة ملجأ له في كل حالاته .. طالما استقبلته الكتابة بصدر رحب و طالما رد على استقبالها بإبداع.