15 فبراير 2020
قد يصعب عليك الشعور بأنك لست قادر أن تصرخ بأعلى صوتك وتقول " لا ترحل" . الأمر كان أشبه بصدمة. لقد كانت ضحكاته تتعالى في المجالس وكلامه المليئ بالحكم تتوارى على جميع الحضور قد يظن البعض أنه محب للحياة والآخر يظن أنه يهرب من ضغوطات الحياة ، وفي حقيقة الأمر هكذا كان أبي يعيش بحب الحياه ولا يفكر إلا بأبنائه وكيف يسعدهم وهو يبتسم ويشعرنا بالسعادة معه لو كانت الحياة بالنسبة له صعبه في وضعه الصحي الغير مدركين لها سابقاً. قد سكنت في زوايا المجالس قصةً له وفي خيمة الشعر تجول أبياته الشعرية و في زوايا المنزل أجمل الأمثال وأجمل الأحاديث له. أبي لا أتصور في يومِ من الأيام أن تدمع عيني عليك بشده ويضيق صدري حزناً عليك . الأب لا يتعوض أبدا هكذا يقول البعض ومنهم يقول الأب بركة المنزل ، " نعم" قد لا يقدر وجوده بثمن وأنا أقول الأب وجوده حياة وكيف العيش بدونه وهو الأمل والتفائل بالحياة .
مرضٌ يهد جسمه بأكمله و اكتئابٌ يعيشه يوما بعد يوم أصبح قليل الضحك و صوته الحنون اختفى . صدمةً ألحقت بنا جميعا كيف وقد كان بالأمس يضحك معنا وهو بصحته الجيده. يصعب تصديق ما حدث ولكن في الوقت نفسه كنت أؤمن بالله سبحانه وتعالى أنه سيشفيه بمعجزة من معجزاته . ساعاتٍ كنا نعيش فيها بقلق لا يوصف و صدمةٍ انهكت الجسد ، أصبح الأمر يحتاج وقت بإنتظار خبرٍ يبشرنا بصحة أبي. في منتصف الليل أدعوا الله أن يشفيه وترجع صحته وترجع الحياة من جديد.