مكتبة المسجد
كل من زار الدول الغربية يشاهد العدد الهائل للمكتبات سواءا الخاصة و العامة مع التنوع الكبير لأصناف الكتب و مشاربها العلمية ،كما يلاحظ أن سعر الكتب بسيطا مقارنة بأثمانها عندنا ،المكتبات من صور حضارتهم حيث كل أطياف المجتمع تقرا و تجعل وقتا خصيصا لذلك فالقراءة عادة من عاداتهم .
كل السبل لجعل القراءة عادة من عادات مجتمعنا تصتدم بمشاكل عديدة أهمها ارتفاع أسعار الكتب وصعوبة إيجادها في المكتبات الخاصة لضعف الطلب عليها فجل المكتبات الخاصة لا تسوق إلا الكتب الشبه مدرسية ذات التجارة الرائجة في سوق الكتب أما كتب الفكر و الأدب و غيرها من المشارب ليس لها باع إلا ما قل و دل.كما أن المكتبات العامة تغلق باكرا فهي تغلق مع انتهاء الدوام المدرسي و بالتالي لا يوجد وقت كافي لذهاب و استلاف الكتب على الأقل .
السبيل الوحيد لشجيع القراءة في مجنمعاتنا العربية الإسلامية هي مكتبة المسجد ،إذ وجب أن تؤسس مكتبة على مستوى كل مسجد ،من مساهمات المصلين و هي لا تكلف الكثير مقارنة بفاءدتها الجليلة والكبيرة ،المتمثلة في تغير دور المسجد أولا و رد الإعتبار له كمؤسسة دينية تعليمية تثقيفية و هو الدور المنوط بيه لا أن نجعل جل مساجدنا كما هي اليوم مجرد قاعات للصلاة لا غير و هذا خطأ كبير في الحق المساجد لأنها في شريعتنا الإسلامية مؤسسة دنية تربوية تثقيفية لا قاعة صلاة فقط .عند تأسيس مكتبة المسجد تكون أقرب مكتية للمواطن لأنها في حيه و يمكنه المطالعة و استلاف الكتب في أي وقت شاء فالمسجد ليس له وقت دوام و لا وقت عمل إذ أنه لا يغلق أبدا أبوابه في وجد مرتاده عكس المكتبات العامة التي تغلق أبوابها باكرا و الأجدر بالمكتبة أن تبقى مفتوحة أمام مرتادها و هذا حال مكتبة المسجد .
هناك من يقول بوجود مثل هكذا مكتبات ،لكن نحن نتحدث عن مكتبعة فعلية بها كتب مختلفة الحقول المعرفية و المشارب الفكرية و الفنون الأدبية ،لا مكتبة دينية لا تضم إلا الكتب التي يقرر وجوده المشرفين على المسجد ،كتب كلها لنفس الشيوخ و نفس المذاهب الفقهية .نحن نريد مكتبة بمنى الكلمة مكتبة الإختلاف و التعايش ،مكتبة بها كل أصناف الكتب المعتدلة ،مكتبة بيها كتب الدين الطب و السياسة ،الرواية و القصة ،كتب التاريخ و الطبيعة ،كتب اللغات و الشعر ،كتب النقد و الأدب .كتب الفقه و الحديث ،كتب السيرة والتفسير ،كتب التنمية البشرية و علوم النفس و الإجتماع ،كتب القانون و الإقتصاد .
إن كان لنا إرادة يمكنا النجاح و الفلاح ،يأتي كل منا بكتبه التي بالبيت و التي يكون قرأها غالبا و لنتشارك العلوم و الأداب لأنها وجدت للانتشار و التشارك بين الناس و العالمين بإختلاف مشاربهم الفكرية ومذاهبهم العقدية .لقد بدأنا نحن بتأسيسها في مسجدنا و قمنا بكل الترتبات اللازمة لذلك وهي فكرة الإمام القديرو المجتهد .فماذا عنكم ألم تعجكم الفكرة؟ اجعلوا مسجدكم مكان تعلم أبنائكم كل العلوم ،يمكن حتى للأساتذة المتطوعين المراجعة لطلاب الأقسام النهائية و كذلك أساتذة اللغات يعلمونا أباءكم اللغات الحية و مختلف الثقافات و العلوم حتى يزيد تعلقهم بدينهم و تاريخهم و حتى نحميهم من الأفكار و المذاهب الهدامة التي تنتشر في بيئة الفراع المعرفي فالطبيعة لا تعترف بالفراغ إما ان ندرس أبناءنا العلم و إما أن يدرسهم التلفاز و المتشددين فما هو قراركم ؟إما أن نعلمهم التعايش و التسامح و إما أن يعلمونهم التزمت و التشدد.
الكاتب:علي رحيلي
-
rehili aliكاتب و مدون متطوع في الكثير من المواقع و المدوانات العربية
التعليقات
أما الآن فللأسف صارت المساجد تفتح وقت الصلاة فقط و تغلق باقي اليوم , و القائمون عليها عابسون في وجوه المصلين و ينهرون الأطفال مما ينفّر الناس في المسجد .
مقال جميل , بالتوفيق و في إنتظار مقالاتك القادمة .