"النسوية تنفيذ لاتفاقية سيداو" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

"النسوية تنفيذ لاتفاقية سيداو"

من قال أن حرية الإختيار دون رابط أخلاقي يجعل المجتمع أكثر سعادة؟!

  نشر في 05 يناير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

"النسوية تنفيذ لاتفاقية سيداو"

حداثة، عولمة، علمانية، العالم قرية واحدة والآن "النسوية"

العقل يكتظ بأكوام من المصطلحات الدخيلة على عروبتنا وديننا.. دواة الحبر تسيل، صفحات صفراء تعج بها...لنكتشف أننا لم نفهم شيئاً او بمعنى آخر لا نريد أن نفهم شيئا!!

لطالما تساءلت عن الفرق بين الكاهن والعراف، لاكتشف أن العراف هو من يدعي معرفة الغيب، فيقتات على جهل الناس وبؤس المحتاجين، كله كما يدعي في سبيل الله، والجهلة جاهزون لمن يستغلهم.. كما جهزنا منذ الصغر على رشفات الألم مع رضاعة الحليب، ثم كبرنا وكبر الوجع وهزائمنا.. نعم وجدتها، هزائمنا!!

فطر الله مخلوقاته على ثوابت معينة، فإن شذ عنها فقد دخل دائرة العبث والشذوذ عن تلك الفطرة، فالبعض منهم يدعي أنه يقوم بأفعاله المحيرة مدفوعا بفكر او غريزة ، فيفعل ما يحلو له ..ولكن هل في الثوابت جدال؟؟..حينما تتعرى الجذور وتنكشف الأصول ..وتهتز الثوابت يكون الانهيار على يد عابث بأقل سبب!!

نحن نجري جرياً إلى أقفاصنا.. وحين لا يضعوننا فيها.. نضع أنفسنا في قفص أكثر قوة.. قفص الجهل والتخلف الذي يقودنا الى مزيد من المعاصي والآثام..

الغرب مثلا، وباسم التحضر والمدنية، فعل كل شيء واوهمنا انهم شعوب متحضرة، كم هي كمية الضحايا في العالم واقصد "الضحايا الأخلاقية والشذوذ.. اقصد ضحايا مدنيتهم التي يتشدقون بها"

شعارهم اليوم هو:

جنون أن تكون عربيا أخلاقيا ملتزما بعاداتك وتقاليدك وتعاليم دينك.. لا شيء يتغير، لا شيء يتغير غير أننا نقود البشرية الى حياة حاضرة أكثر رقيا وأكثر تحضرا!!

أهم أهداف "النسوية" هو استغلال النزعة الفردية والرغبة الجامحة غير المبررة والتي تجعلنا نسائنا "صغيرات وكبيرات، يافعات وشابات، وحتى من اكل الدهر عليهن وشرب" الدعوة لممارسة حرية مقيتة والتي تلهب حلمهن، وهي في الحقيقة عدوتهن!

"تحرير المرأة من البيت الدافئ للتشرد في الشوارع بحثا عن ضياع جديد.. تحريرها من حماية الاب والاخ، وقيود الزوج وعبء الانجاب "

‘‘الصحفية: احسان الفقيه‘‘

سياق تلفيقي بطريقة لوي عنق النص وعكفه، هو اسلوب قذر مرحليا وتاريخياً، يهدف الى مساواة الرجل بالمرأة، وتجاهلوا التساوي بينهما في إطار معين بوجود الضوابط الشرعية، وأن الاختلاف بين المرأة والرجل "سواء في البنية او الحقوق والواجبات " هو اختلاف لأجل التكامل، هذه حكمة الله في خلقه.

ما نشهده اليوم هو تفريغ المجتمع العربي من محتواه، ومن ثم إعادة صياغته في فضاء معلمن، بحجة واهية " الاستقلال الذاتي"، وتحاول من تقود أفكار " النسوية" الى إرغام النساء على الانفصال عن الثقافة في فضاء تبقيهن "أي النساء" في حالة عبثية من الاضطراب والعشوائية!!

"فرق كبير بين الطهر الفكري والعهر الفكري، فالأول يعود إلى استقامة المرء الشخصية، وفضله وعمله الدؤوب للارتقاء بمن حوله في المجتمع، أما الثاني فهو يعود إلى التخبط والخروج عن الثوابت والكليات والتمسك بالمتغيرات في طابع تنظيري فلسفي"

المسألة الأخلاقية لم تعد تلك المسألة الهامة في بناء الاسرة التي كانت دوما ركيزتها "المرأة"، هي مشكلة حقائق يغمضون عيونهم عنها-اي مدعو النسوية - وليست مشكلة مصطلحات وأفكار خبيثة.

تطرح اتفاقية سيداو بنودا مضللة لتشتيت المجتمع العربي ومنها الغاء القوامة ، والسماح بالاختلاط واباحة الزنا والعلاقات خارج الزواج، تمهيدا ليصبح المجتمع متقبلا ومقرا للشذوذ، والمطالبة بإعطاء الشواذ حقوق الأسوياء والسعي لوضع المجتمع العربي في الخلاعة الغربية للسيطرة عليه.

الانبهار بما أصبح عليه الغرب من تقدم علمي وحضاري هو محض هراء، فلا غرابة في تزايد حالات الانتحار في المجتمع الغربي البعيد عن الاخلاق، والفارغ منها تماما، حتى أصبحوا كالأنعام لا يفكرون إلا فيما يشبع بطونهم وفروجهم، بدلا من اتباع ما خلقوا لأجله "العبودية لله وحده"، حياة هشة يعيشونها، لدرجة أنها تتلاشى قبل أن تذبل، وتضمحل في أوج شبابها ومجدها.

من قال إن حرية الاختيار دون رابط أخلاقي يجعل المجتمع أكثر سعادة، فهل أصبنا بالعمى؟ أليس واضحا أن المجتمعات الغربية تسوق نفسها على أنها مجتمعات دينية أخلاقية بطريقة حضارية في المقام الأول، مما يضعها في تناقض مع سلوكها من حيث الانحرافات التي تطغى عليها وعدم الاستقرار الأسري والمجتمعي.. أليست الطهارة، من أهم ركائز المجتمع، وهذا ما تفتقده المجتمعات الغربية والتي تريد إضفاء صبغتها على المجتمعات العربية لجعلها تضع أفرادها في مواقف طهارة مشكوك فيها، مما يجعلها مجتمعات ذات ريبة وشبهة وخوف دائم.

هناك حاجة ملحة للتخلص من الرغبات تخفف من وطأة الحياة، الافكار تضلل والانفعالات تعمي والاضطراب الذهني مصدر المعاناة والانحباس، والغرق في غمرة المشاعر والاطماع والاحقاد سبب رئيسي لاضطراب العقل والفكر.

ماهر (باكير) دلاش


  • 5

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 05 يناير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Fardous منذ 2 سنة
عميقة الوصف والله!
حقيقة واقع مرير سلمت على هذا الشعور الفائض
1
Dallash
حفظك الله اختي فردوس ورزقك الفردوس الاعلى
Fardous
واياگ يارب، كل المودة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا