محبَط بن سلبى آل ناقم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

محبَط بن سلبى آل ناقم

المقال الممنوع من النشر على موقع أمة بوست

  نشر في 09 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

تعرض أبناء التيار الإسلامى خلال الأعوام الثلاثة الماضية لضربات موجعة وخسائر فادحة , فالفصيل الأول من التيار الإسلامى جماعة الإخوان المسلمين ماتزال فى غيبوبة ما بعد 30-6 و لازال شبابها حائرين تحاصرهم قوى الأمن من جهة و تصارع قياداتهم على قيادة الجماعة من جهة أخرى , لذا فهم يعيشون فى حالة من الإحباط الشديد واليأس أدى بالكثير منهم إما لإعتزال العمل المجتمعى تماما أو لسلوك مسار غير سوى فى التغيير , و لعل الجماعة ستظل على حالها ذاك مادامت لم تغيير طريقة تفكيرها وتعيد حسابتها وتدرك جيدا أن كرسى الحكم ما هو إلا وسيلة وليس غاية و أن مصر أكبر من أى فصيل أو جماعة مهما قويت و أن الدعوة هى الأساس و السياسية تابع وليس العكس , ربما تحتاج الجماعة سنوات لإعادة ضبط البوصلة و الإندماج من جديد مع المجتمع ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه لكن للأسف الجماعة لا تعتبر , و إذا تطرقنا إلى الفصيل الثان من أبناء التيار الإسلامى وهم السلفيون نجد أن الامر مختلف , فالسلفيون مازلوا يعيشيون فى أزمة الصراع بين الفردية والجماعية فأغلبهم مشتتون يؤثرون العمل الفردى على العمل الجماعى فى عالم يتجه يشهد إندماج الكيانات الإقتصادية والمؤسسات الإجتماعية العملاقة لتصبح أكثر قوة و أعمق تأثيرا لكن السلفيون بعيدون كثيرا عن هذا الإتجاه العالمى فمازال أكثرهم مصر بعناد على الفردية و إن كان يتشدق زورا بأهمية العمل الجماعى , و يستثنى من ذلك كيان سلفى واحد وهو " الدعوة السلفية " التى مهما اتفقنا او اختلفنا معها تظل رقما هاما على ساحة العمل الدعوى وهى حاليا تسعى بقوة للتحول للعمل المؤسسى المنضبط إداريا و إن كان ذلك يتطلب مزيدا من الإرادة و العزيمة على إحداث تلك الطفرة , وفى طريق ذلك التغيير العميق يواجه أبناء الدعوة السلفية حرب ضروس من طرفى الصراع الإخوان و آلتهم الإعلامية و الدولة العميقة مدعومة برجال أعمال فاسدين وقنوات فضائية و صحف ذات تمويل كثيف , فالإخوان يروا أن الدعوة السلفية قد باعتهم ولم تشاركهم مصيرهم الحالى من البغض المجتمعى و الإضطهاد الأمنى أما الدولة العميقة فقلقة بشدة من تلك المؤسسة الدعوية الذى نجحت فى العبور بأعضائها من عنق الزجاجة ومازالت تملك قاعدة شعبية لا باس بها قادرة على إحداث التغيير المنشود , إلا أنى أعتقد أن الخطر الحقيقى الذى يهدد كيان الدعوة السلفية ليس الإخوان ولا الدولة العميقة و إنما ينبع الخطر من الداخل فبعد الثورة نشأ جيل جديد من أبناء الدعوة السلفية إنشغل جزء منهم بالسياسية على حساب الدعوة وبالتنظير قبل العمل و بمعسول الكلام عن حقيقة البذل و تزكية النفس فلما سقط التيار الإسلامى سياسيا أصابهم أحباط ويأس من ذلك الأخ المحبَط يبحث عن موطن الخلل فى كل ماحوله عادا نفسه , فلم يلتفت إلى تكاسله الدعوى ولا إلى تغيبه الدائم عن حلقات العلم و الإجتماعات الإدارية و لا إكتفائه بنقرات الكيبورد فى ذلك العالم الإفتراضى بل إلتفت إلى شيوخه و إخوانه و مؤسسته الوليده فبدأ يوجه أسهم النقد اللازعة وخناجر الغمز واللمز , فبدل من أن يسهم فى تزكية نفسه بالعلم والعمل و إصلاح دعوته بالبذل والنصح والنقد البناء , استسلم للإحباط و اليأس و لأنه سلبى لا يجيد إلا الكلام فأفرغ شحنة الإحباط الممزوجة بالسلبية على هيئة نقمة على مؤسسته الدعوية فأصبح لا يرى إلا عيوبها و لا يبصر فى القائمين على إدارتها إلا سوئاتهم و يرى نفسه مع إخوانه بمثابة المعلم الناصح الحكيم الملم بخبايا الأمور مع الطلاب قليلى العلم و الفقه أحداث السن سفهاء الأحلام محودى الإبداع وافكر فأخذ يبعتد تدريجيا عن ذلك الكيان الذى يراه مهلهل إداريا مشلول حركيا و ذو تأثير محدود مجتمعيا و لأن الساحة الدعوية حاليا قد خلت ولم يضحى قائم على سد ذلك الفرض الكفائى الدعوى بشكل مؤسسى إلا أبناء الدعوة السلفية فالأعباء زدات والتكليفات تراكمت و بدل من أن يستفرغ أبناء الدعوة جهودهم لمواجه الفساد الذى ينخر فى المجتمع بدل من ذلك انفصل فصيل منهم نفسيا عن كيان الدعوة وابتعد عن العمل الدعوى و اكتفى من السلفيه بلحيته و سرواله القصير و فرط كثيرا فى إصلاح نفسه و تزكيتها و إصلاح المجتمع و نشر دين الله فأصبح يستحق بلا جدال ذلك الاسم " محبَط بن سلبى آل ناقم " و إلى الله المشتكى .




   نشر في 09 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا